تقديم
طريقة جديدة معتمدة فِي الدعم التربوي، تنزيلا لخارطة طريق إصلاح منظومة التربية الوَطَنِية 2022-2026، جرى اليوم الثلاثاء بالرباط تَقْدِيم وتقاسم نتائج المرحلة الأُوْلَى مِنْهَا فِي إِطَارِ “مشروع الدعم التربوي”، وَذَلِكَ فِي أُفُقِ تعميمها عَلَى جميع جهات ومدارس المَغْرِب، وفق مقاربة “Teaching at the Right Level” (المعروفة اختصارا بـ TaRL) أي “التدريس وفق المُسْتَوَى المناسب”.
فِي إطار تنزيل مشروع الدعم التربوي بالسلك الابتدائي باعتماد مقاربة التدريس وفق المُسْتَوَى المناسب TARL. الَّذِي انطلق مُنْذُ شهر ماي 2022 . هَذَا المشروع الهادف إِلَى تطوير آليات وعُدَدْ الدعم التربوي لتمكين التلاميذ من اكتساب التعلمات الأساسية اللازمة لِضَمَانِ مواصلة مسارهم الدرامي بنجاج وَالَّذِي خصصبت محطاته الأُوْلَى لإعداد عدة التكوين و لتقوية قدرات عَيِّنَة من المتدخلين من أساتذة ومفتشين وإدارة تربوية فِي مجال الدعم ومعالجة الصعوبات التعلمية لَدَى تلميذات وتلاميذ السلك الابتدائي من المُسْتَوَى الثالث إِلَى السادس فِي مواد اللغة العربية واللغة الفرنسية وَفِي الرياضيات.
ومواصلة لإرساء هَذَا المشروع فِي مرحلته التجريبية الَّتِي ستمتد من بداية شهر شتنبر إِلَى غاية شهردجنير 2022. وَالَّتِي تَهُمُّ 250 مؤسسة تعليمية ابتدائية تمثل المجالين القروي والحضري بمختلف جهات المملكة. وَمِنْ أجل إنجاح هَذِهِ المرحلة التجريبية. سَيَتِمُ مواكبتها بمكتب دراسات متخصص فِي تقييم سيرورة ومنهجية التنزيل من جهة وتقييم آثار أنشطة الدعم والمعالجة لَدَى التلاميذ المستفيدين من جهة ثانية؛ لَدَى يشرفني أن أطلب منكم دعوة أعضاء اللجنة الجهوية المعنيين بمشروع TARL.
مفهوم مقاربة TaRL:
تندرج مقاربة التدريس القائم على المستوى المناسب، المسماة اختصارا »TaRL« ، ضمن المقاربات التي تستهدف تجاوز صعوبات التعلم، وقد تم تبنيها من طرف المنظمة الهندية غير الحكومية Pratham، والتي تهتم بالأساس بتجاوز صعوبات القراءة والحساب لدى تالميذ المرحلة الابتدائية ، حيث يتم في إطارها التركيز على:
بناء على النتائج اإليجابية التي حققها تنزيل برنامج TaRL في الهند وفي عدد من الدول اإلفريقية، بادرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى تجريبه في عدة جهات من المغرب، واعتماد أنشطته داخل المؤسسات التعليمية، من أجل تجاوز التعثرات المرصودة لدى المتعلمين في اكتساب التعلمات الأساس (القراءة والحساب).
فمن خلال الدراسات التي أجريت حول هذه المقاربة في مجالي الدعم والمعالجة، يتبين بأنها تقدم حلوال مناسبة للمشكلة التي نعاني منها في فصولنا الدراسية، نظرا لمزاوجتها بين البعدين الوجداني والعاطفي لدى المتعلم والبعد المعرفي المرتبط بدعم التعلمات في اللغة العربية واللغة الفرنسي والحساب، وذلك باعتماد أنشطة تفاعلية وترفيهية تضمن تحسنا تدريجيا لمستوى األداء خالل فترة زمنية محددة.
ويعتمد برنامج TaRL على منهجية تدعى CAMaL، تعرف على أنها : مجموعة من الأنشطة التوليفية من أجل تعلم ناجح منها الهدف learning maximized for activities combined الإرتقاء بمستوى التحصيل الدراسي لدى المتعلمين المتعثرين. وهي طريقة تربوية اتبعتها Pratham لتنمية قدرات المتعلمين الأساسية في القراءة والحساب. وتسهل طريقة CAMaL التعلم من خلال الأنشطة المنظمة التي تؤدي الى تطوير المهارات الأساس في القراءة والكتابة والاستماع والتحدث باعتبارها مواد أداتية ومهارات حياتية.
أهداف التعلم وفق مقاربة TaRL:
يتمثل الهدف العام للبرنامج في إكساب متعلمي السلك الإبتدائي من المستوى الثالث إلى المستوى السادس المهارات الأساسية في القراءة والحساب. ويتم قياس مدى تحقق هدف البرنامج في نهاية التطبيق من خلال تطور أداء المتعلمين عبر تحقق الأهداف الجزئية المرتبطة بمخرجات التعلم.
الأهداف الجزئية للبرنامج وفق مقاربة TaRL :
مـبـادئ التعلم وفق مقاربة TaRL:
يعتمد برنامج TaRL على مبدأ التعلم النشط باعتباره نهجا تربويا يهدف إلى جعل المتعلم فعالا إيجابيا في العملیة التعلمية التعلیمیة، إذ يحفزه على التعلم الذاتي، وعلى اكتساب المھارات التعلمیة من خلال البحث والتجریب وتنمية التفكير النقدي والقدرة على حل المشكالت وتعزيز مهارات العمل التعاوني.
استراتيجـيــات الـتـعـلم وفق مقاربة TaRL:
یعتمد تطبیق برنامجTaRL على عدة استراتیجیات أهمه:
عند إنجاز الرائز وعند تنفيذ أنشطة الدعم من أجل الوقوف على مكامن التعثر.
المھارات التي يعمل برنامج TaRL على تطویرھا لدى المتعلمين :
مھارات معرفية :
يهدف البرنامج بشكل أساسي للرقي بمهارات المتعلمين في القراءة والكتابة والحساب إلى المستوى الذي یمكن المتعثرين منهم من اللحاق بمستوى أقرانهم من نفس المستوى الدراسي.
مھارات وظيفية :
بالموازاة مع تنمية المهارات ذات البعد المعرفي، يهدف البرنامج بشكل ضمني إلى تنمية مهارات أخرى لدى المتعلمين مثل :
دليل أجرأة الدعم المؤسساتي وفق مقاربة TARL.
بنموسى أبرز فِي كلمة لَهُ بالمناسبة أن اعتماد هَذِهِ المقاربة، “جاء مبنيا عَلَى تشخيص تمَّ السنة الدراسية الماضية ببعض مؤسسات التَّعْلِيم الابتدائي فِي المَغْرِب”، مشددا عَلَى “ضرورة الدعم الاستدراك للتعلمات الَّتِي يتلقاها بعض التلاميذ اللَّذِينَ يجدون صعوبات عِنْدَ انطلاقة كل سنة دراسية”.
ويسعى وَزِير التربية الوَطَنِية، حَسَبَ مَا صرح بِهِ، إِلَى دعم جهود مختلف مصالح قطاعه الحكومي، الَّذِي قَالَ إِنَّهُ ماض فِي تنزيل مقتضيات ومضامين جاءت بِهَا “خارطة طريق تجويد المدرسة العمومية” الممتدة إِلَى عام 2026، وَذَلِكَ عبر “تَوْسِيع تجربة العمل بالمقاربة الهندية فِي الدعم التربوي المسماة TaRL فِي 2023 إِلَى مدارس أُخْرَى، فِي أُفُقِ تعميم العمل بِهَا إِبْتِدَاءً مِنْ الموسم الدراسي 2023/2024”.
وَلَمْ يفت بنموسى التنويه بِهَذِهِ المنهجية، مؤكدا أهمية “الاستفادة من التجارب الدولية وجعلها متطابقة مَعَ الواقع المحلي وخصوصيات التدريس فِي المَغْرِب، حَسَبَ المستويات كَمَا المناطق”، مشيدا، فِي هَذَا الصدد، بـ”مجهودات كل من هيئة المفتشين ومديري المؤسسات التعليمية وجميع الأساتذة اللَّذِينَ انخرطوا-بالإِضَافَةِ إِلَى مسؤولياتهم وعملهم اليومي-فِي هَذِهِ العملية بالمستويات الابتدائية المعنية (الثالث والرابع والخامس)”.
كَمَا أَكَّدَ المسؤول الحكومي ذاته أن هدف هَذِهِ المبادرات والمشاريع النموذجية، يظل هُوَ “رهان استرجاع الثقة فِي المدرسة العمومية وجودتها”، وَكَذَا وضع كل الطرق الكفيلة وآخر الممارسات الفضلى فِي العملية التعليمية التعلمية فِي خدمة التلاميذ وتجويد التعلمات.
خصائص “مقاربة TaRL”
بسط بعض المفتشين فِي عرض أَمَامَ الحاضرين فِي اللقاء المذكور، أهَمُ الخصائص المميِّزة لمقاربة “TaRL” كَمَا تعتمدها المؤسسة الهندية “pratham” (براثام للتربية وَالتَعْلِيم)؛ إِذْ يتم “استهداف معالجة التعثرات المتراكمة لَدَى المتعلمات والمتعلمين باعتماد تشخيص دقيق بِوَاسِطَةِ رائز بسيط بِشَكْل فردي”.
وَبعْدَ تشخيص مُسْتَوَى وأداء كل تلميذ، يتم “تفييئ المتعلمين وفق مُسْتَوَى الأداء واعتماد أنشطة تفريدية باعتماد مبدَأيْ التفاعل واللعب البيداغوجي”، كَمَا تتسم هَذِهِ الطريقة فِي الدعم التربوي بـ “تبني البعد الإنساني المؤطر للعلاقة بَيْنَ متعلم وأستاذ”.تجربة “نموذجية” فِي أُفُقِ التعميم وَفِي تصريحات لجريدة موقع متمدرس الإِِلِكْترُونِيَّة، أبدى مفتشون تربويون وأساتذة خضعوا لتكوين مِنْ طَرَفِ فريق خبرة هندي مُنْذُ أبريل 2022، تَارِيخ الانطلاقة الأُوْلَى للمشروع، تفاعلهم الإيجابي ورضاهم عَلَى مَا تمَّّت ملاحظته من تحسن فِي أداء ومستوى التلاميذ المستهدفين المتعثرين فِي مسارهم، لاسيما مستويات ابتدائية معينة فِي مواد اللغات العربية والفرنسية والرياضيات.
وَخِلاَلَ ماي الماضي، جرى عقد لقاءات تكوينية لِفَائِدَةِ المواكبين (51 مفتشا تربويا)، ثُمَّ فِي يونيو تمَّ تكوين عَدَدُُ مِنَ الأساتذة بلغ 600، قبل أن يتم إطلاق النموذج التجريبي فِي 200 مؤسسة تعليمية مَعَ أكثر من 15.000 مستفيد فِي شتنبر المنصرم (الدخول المدرسي الحالي).
وَحَسَبَ المُعْطَيات الَّتِي جرى تقديمها أثناء اللقاء وحصلت عَلَيْهَا موقع متمدرس، فَإِنَّ “نموذج تقويم الأداء” يرتكز عَلَى “مواءمة الرائز وفق الخصوصيات الوَطَنِية، وَقَد استفاد مِنْهُ 30 ألف تلميذ وتلميذة طيلة شهر شتنبر؛ استفاد 50 فِي المِئَةِ مِنْهُمْ من أنشطة TaRL و50 فِي المِئَةِ من أنشطة الدعم المألوفة”.
وَقَدْ تَمَّ التحقق من نتائج الرائز مِنْ طَرَفِ المفتشين المواكبين، بمساعدة فريق إحْدَى الجمعيات، قبل أن يختتم نموذج الأداء بإجراء تقييم موضوعي مِنْ خِلَالِ مقارنة نتائج الجهات القائمة بِهِ.
مرحبا بكم، انظموا إلينا وعبروا عن آرائكم