I. الضغوط الاستعمارية على المغرب
عرف المغرب وضغوط استعمارية منذ بداية القرن التاسع عشر، خصوصا من طرف فرنسا التي احتلت الجزائر سنة 1803. وقد شكل الدعم الذي تلقاه الأمير عبد القادر الجزائري من طرف السلطان عبد الرحمن بن هشام، واحتماء على القادر الجزائري بالتراب المغربي منذ 1843، إحدى العوامل الرئيسية للضغوط الفرنسية على المغرب، والتي تجسدت في معركة إيسلي سنة 1844، وانتهت بهزيمة المغرب وعقد معاهدة صلح بطنجة 1844، ومعاهدة لالة مغنية 1845 لتحديد الحدود بين المغرب والجزائر المستعمرة الفرنسية. ومنذ منتصف القرن التاسع عشر توالت الضغوط على المغرب من طرف الإنكليز )معاهدة تجارية 1856(، والإسبان) حرب تطوان 1860) . وازدادت الضغوط وبعد تطور ما يسمى بالحماية القنصلية التي كان قد سمح بها في سمح بها في إطار معاهدات تنائية بين المغرب ودول أوروبية، خصوصا الأشخاص المشتغلين مع القناصل من الأجانب وبعض المغاربة. وكان عددهم محدودا جدا. وما لبثت أن أصبحت تمنع تمنح للتجار ولغيرهم من الدبلوماسيين، بشكل أصبحوا معه منفلتين من الأحكام الشرعية والقضائية للبلاد. وهو ما أدى إلى تزايدها واستفحالها، بتزايد المعاهدات مع الدول الأوروبية. وقد جاء مؤتمر مدريد 1880 لحل هذا المشكل، فإذا به يعممها على سائر الدول الموقعة على معاهدة سابقة.
II. الإصلاحات المغربية
لقد وجد المخزن نفسه مضطرا تحت التأثير الأوروبي لاتخاذ مجموعة من الإصلاحات شملت عدة مجالات أهمها تلك المتصلة بتنظيمي الإدارة والجيش والاقتصاد وفي هذا الصدد كانت بريطانيا قد انفردت في البداية بتقديم مقترحات إصلاحية على يد ممثلها في طنجة "جون دريموند هاي". وقد مست الإصلاحات الإدارية المستوى المركزي والمحلي، كما شمل المجال العسكري تدابير؛ من قبيل إحداث إدارة خاصة بالجيش عين على رأسها مسؤول يسمى العلاف الكبير، وتنظيم جيش بمكونات سلاح الخيالة والمشاة والمدفعية، وذلك في عهد محمد بن عبد الرحمن، أما في عهد الحسن الأول والمولى عبد العزيز، فقد أولى الحسن الأول عناية خاصة بالزيادة في إعداد الجند، وإجراء التداريب، والبحث عن التمويل بهدف التسليح والتكوين. وفي سياق هذا الاهتمام حاول المولى الحسن بناء أسطول بحري حديث باقتناء بعض البواخر من أوروبا كلفها بمراقبة التحركات الأجنبية، ومحاربة التهريب على امتداد السواحل. واشتهر من هذه البواخر "الحسني" و"بشير الإسلام بخوافق الإعلام". كما أمر ببناء معملين للسلاح "ماكينة فاس" والثاني بمراكش معمل لصنع البارود. وأهم ما ميز إصلاحات الحسن الأول هو إقدامه على إرسال بعثة الطلابية إلى الخارج قصد التكوين في مجالات علمية وعسكرية لتكوين كفاءات. أما في المجال الاقتصادي، فقد مست الإصلاحات الجانب النقدي والمالي الجبائي. (القبلي،2012، ص481)
III. الإحتلال الأجنبي ومراحل الكفاح إلى الثلاثينيات.
خضع المغرب منذ توقيع معاهدة الحماية في 30 مارس 1912 للسيطرة الفرنسية في الوسط، والإسبانية في الشمال والجنوب. على أنه كانت هناك أجزاء من المغرب قد وقع احتلالها قبل ذلك، مثل المناطق الصحراوية في بداية القرن ال20، والشاوية ووجدة سنة 1907. وقد اقتضت المواثيق والمعاهدات الدولية التي كانت وراء تحديد خارطة المغرب الاستعمارية، ولا سيما باتفاق 1904 المعروف بالاتفاق الودي، الذي سمح لفرنسا بمجال نفوذها في المغرب ولبريطانيا بمجال نفوذها بمصر، واقتضت إلزام فرنسا بقبول إسبانيا كشريك استعماري في المغرب، مع التنازل عن مناطق معينة لممارسة سيطرتها ونفوذها دون أن يترتب عن ذلك مساواة وتشابه في الوضعية الاستعمارية للدولتين، أي فرنسا وإسبانيا، في المغرب. في الوقت الذي بدأت الحماية، اندلعت ثورة في الجنوب بزعامة هبة الله بن الشيخ ماء العينين الذي تقدم نحو مراكش، لكن سرعان ما وُجِّهت له حملة فرنسية في قيادة الكولونيل مانجان. وفي هذا السياق تجدد الكفاح ضد الاستعمار في الصحراء وفي الأطلس ضد الفرنسيين والإسبان، ولم يُقْض على تلك المقاومة في الصحراء إلا في 1934. أما في الشمال؛ فقد انتفضت القبائل بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي قاوم الإسبان. وانتصر عليهم في معركة أنوال سنة 1921. ولكن التحالف الإسباني الفرنسي هو الذي اضْطُرَّ محمد بن عبد الكريم إلى الاستسلام سنة 1926 ونفيه. (القبلي، 2012 ص524 وما بعدها)
بعد خفوت المقاومة المسلحة، وبعد صدور ظهير 16 ماي 1936المعروف بالظهير البربري، ظهرت حركة سياسية تطالب بالإصلاحات التي نصت عليها معاهدة الحماية قادتها نخبة من المثقفين الحضريين، وانضم إليها السكان الحضريون من الحرفيين والصناع وغيرهم.
مرحبا بكم، انظموا إلينا وعبروا عن آرائكم