آخر موضوع

نظريات التعلم المعرفية: المعرفية

ما هي المُرتكزات التي تقوم عليها النظرية المعرفية في التعلّم؟

    تُعدّ نظرية التعلم المعرفية وما يتفرّع عنها من أنواع الاتجاه المُقابل لنظرية التعلم السلوكية، إذ تعتمد النظرية المعرفية على الانسجام مع تساؤلات الفلاسفة العقلانية وما نتج عنها من أفكار ونظريات، كما تتفقُ في قواعدها من حيث نظريات التعلم على المعتقدات البنائية، حيث تُعطي أهمية لما يعمل عليه العقل الإنساني من تفكير وتذكُّر وتأمل وتفسير للظواهر[١] .

    تتطلعُ هذه النظرية إلى بناء ما يرتكز على التخطيط والتفكير والتوقُّع واتّخاذ القرار؛ أي أنّها لا تسير على منهاج السلوكيين باعتبار الإنسان مُستجيبًا للمثيرات المُحيطة به ليقوم بالفعل، بل تعتمد على كل ما يدور داخل الفرد من آليات معرفية يُمكن تنميتها من خلال التعليم.[٢]

    يقوم مفهوم نظرية التعلم المعرفية على أساس جمع وتنظيم واستخدام المعلومات المعرفية والخبرات العلمية التي يستطيع الفرد تحصيلها عن طريق التعليم، وبالتالي فإنّ تلك المعلومات والخبرات تُصبح جزءًا من المخزون المعرفي الذي يعتمد عليه في حل المشكلات والتعامل مع المعلومات والأشياء والأشخاص من حوله، وهو بذلك يستفيد بالدرجة الأولى من قدرة ذاكرته على الاحتفاظ بالمعلومات من خلال استراتيجية معينة تقوم الذاكرة بالعمل وفقها، ويوظّفها توظيفًا مناسبًا؛ إذ يستعيد القدر الذي يريده من تلك المعلومات أو الخبرات عند الحاجة إليها.[٢]

الجذور التاريخية لنظرية التعلم المعرفية

    بدأت جذور الاهتمام بالنموذج المعرفي مع ظهور العالم الألماني "فونت" الذي استخدم المنهج الترابطي في الوصول إلى دراسة متكاملة عن الوعي الإنساني، إذ بحثَ عن الروابط التي يُمكن أن تتكامل فيما بينها من خلال الخبرة لتقدم منظومة تؤدي إلى تكوين المعرفة، كما أن إسهام "ابنجهاوس" في النظر إلى هذا العلم من منظور الفلسفة وتطويره لافتراضات العمليات الذهنية العُليا مثل: التذكر والتفكير والتخيل أدّى إلى نتائج مهمة في هذا المجال.[٣]

     ظهر الاتجاه الجشتالتي في ألمانيا مُبرزًا النظرية الجشتالتية على يد "ماكس فريتمر"، و"كورت كوفكا"، و"بافولف جالج"، والذي تبنى فكرة الكُلّيّة الكتلية سعيًا نحو تفسير ظواهر السلوك الإنساني،[٣] فيما بعد أسهمت نظرية المعلومات ـالتي تُعدّ نوعًا من أنواع النظرية المعرفيةـ في دفع النظرية المعرفية ككلّ نحو الأمام، حيث تبلورَ معنى الترميز في التعامل مع الأحداث الماضية والمستقبلية المُتوقَّعة في ذهن الفرد عند التذكر أو التخيل وفقًا للعمليات الذهنية التي يقوم بها العقل، وأولت اهتمامًا واضحًا بتلك القُدرة الإنسان الذهنية التي تساعده على التصوّر والتخيل والتذكر وتُمكّنه من القيام بالعديد من المهارات والقدرات العقلية المؤدية إلى اكتساب المعلومات وتكوين الخبرات، وبحثتْ في مدى محدودية تلك القدرة أو اتّساعها.[٣]

    يمكنُ القول إنّ التطور الأهم لعلمِ النفس المعرفي كان على يد تشومسكي، إذ انطلق من نظرته للكُلّ من منطلق الجُملة التي تتكون من عدة كلمات، وهي بذلك تؤثر في المتلقي وتُعبّر عن معنى يؤدّي إلى تصوّر في الذهن، ولكنّه أثار ضجةً في بنية علم النفس المعرفي حين ارتأى أنّ ما يُمكن أن يُواجه الفرد يعنيهِ بدرجة أكبر مما تحتويه الجملة.[٣]

    وبذلك استطاع "تشومسكي" أن يقف على الطرف المقابل والمُناقِض بالنسبة للمدرسة السلوكية وأفكارها، وكانت تلك البذور الأساسية لنشوء النظرية المعرفية التي تُعنى بالعمليات والمُعالجات الذهنية، والتدخلات المتواترة في موضوع التعلم من خلال التفكير، بهدف تنظيم ذلك التعليم وانسجامه مع البيئة المعرفية التي ينمو فيها.[٣]

استراتيجيات نظرية التعلم المعرفية

ما هي الآليات التي تعمل نظرية التعلم المعرفية وفقها لتصبح ضمن التطبيق؟

    لا بُدّ من العناية بالطرق التي تمكّن النظرية المعرفية من التمثُّل على أرض الواقع، وهذه الطرق تتعدد وتتنوع حسب قدرة المعلم وحسب مرتكزات النظرية وتطبيقاتها التربوية، ومن الاستراتيجيات التي تُمكّن من ذلك هي النقاط التالية:[٤

    طرح الأسئلة: وهذه الاستراتيجية تُعطي للمتعلم فرصة لفهم المعنى المراد والتعمق في استيعاب المدى البعيد له، كما تعمل على تحفيز العمليات العقلية وعلى وجه الخصوص عملية التفكير.

    إتاحة فُرص لارتكاب الخطأ: تمنح المشكلات التي يطرحها المعلم على المتعلمين إمكانية إيجاد حلول متنوعة تتناسب مع طريقة تفكير كل منهم، وتعطي تلك الحلول فرصة الخطأ في إيجاد الحل المناسب، فيُقدّم الحل الأمثل من قبل المعلم فيما بعد مساعدةً لفهم المكان الذي توقف فيه تفكيرهم عن إيجاد تتمة السلسلة المناسبة للوصول للحل الأمثل، ويعيد توجيه تفكيرهم للإجابة الصحيحة والمناسبة.

    تعزيز أسلوب تأمل الذات: إنّ هذا الأسلوب من الأساليب التي تمنح المتعلمين فرص كبيرة لفهم عملياتهم العقلية، فالأسئلة المطروحة بعد فقرة معينة والوقت الهادئ المُتاح للمناقشة والتحليل والتفسير هي من الوسائل الجيدة لتفكير المتعلم في ذاته وتطوير مهاراته الفكرية الخاصة

    التفكير بصوت عالٍ: إنّ التفكير الذي يمكن أن يكون مسموعًا ومُشابهًا للحوار يستطيع المعلم أن يجعله تفكيرًا مُلهِمًا ومعالِجًا لمُشكلات يفتعلها المعلم ليقدم لها نماذج من الحلول، وهو بذلك يُعطي فرصة مناسبة للمتعلم حتى يُكوِّن جُملة من المفاهيم وآليات التحليل والتركيب الذهنية، ليكون قادرًا بشكل أفضل على حل المشكلات التي تُواجهه في الحياة اليومية أو في المجالات المعرفية.

مفاهيم نظرية التعلم المعرفية

ما هي الأسس النظرية التي تعتمد عليها النظرية المعرفية؟

    للنظرية المعرفية عدد من المفاهيم التي تبلورت وفقها وأرستْ قواعدها على أساسها، ومن تلك التصوّرات التي اعتمدتْ عليها:

    مفهوم ما وراء المعرفة: إنّ مصطلح ما وراء المعرفة نشأ مع إدراك أهمية الأفكار التي يعمل على إنتاجها العقل، وبذلك فإنّ الأولوية لعمليات التفكير في منظومة التعلم، وقد قامت نظرية التعلم المعرفي على هذا الأساس، واعتنت بهذا الجانب الذي يُمكّن الفرد من القيام بكل وظائفه التي تُتيح له عملية التعلُّم من خلال الاستناد على نقطة الأساس وهي: الإدراك والفهم.[٥]

    مفهوم التأثر في الفكر المعرفي: وهو مفهوم يدرس طريقة تأثر الفكر المعرفي بالعوامل الداخلية والخارجية المُحيطة به، فإن أيّ توقّف أو عرقلة في أدوات العمليات العقلية التي يعمل عليها الذهن في الاستيعاب والفهم والإدراك سيؤدي إلى صعوبات في التعلم، وهذا بدوره يحتاج إلى طريقة أخرى ملائمة في التعلّم.[٥]

أقسام نظرية التعلم المعرفية

    تعدّدت الأفكار والوسائل التي عبّر بها الكثير من المفكرين التربويين عن نظرية التعلم المعرفية، وبذلك تعدّدت النظريات التابعة لهذه النظرية والتي تنطوي تحت عنوانها، ومن أشهر تلك النظريات:

النظرية المعرفية الاجتماعية لباندورا

    إنّ المؤسّس الأول للنظرية المعرفية الاجتماعية هو "ألبرت باندورا"، وهي نظرية تعود جذورها إلى نشوء نظريات التعلم التقليدية، إذ كانت في بادئ الأمر تتركز حول التعلم الاجتماعي، ثم تطورت عبر الزمن لتضم المعرفة وتجعل التفكير جزءًا من أساسيات مرتكزاتها، حيث يقوم التفكير بالعمليات المعقدة المؤثرة في قيام الإنسان بوظائفه، وترتكز أيضًا على الجذور الاجتماعية لسلوك الإنسان، وعلى أهمية الانفعال والدافعية في العمليات الفكرية والسلوكية للفرد نفسه.[٦]

نظرية التعلم بالاكتشاف لجيروم س. برونر

    جاءت بذور نظرية "برونر" من اعتقادهِ أنّ الفرد يستطيع أن يتعلم أي معلومة في أي عمر من خلال إحاطة البيئة المناسبة وتوفيرها لمقوّمات التعلم، فإن تلك البيئة هي التي تسهم في تمكين الفرد من استثمار قدراته الذهنية وطاقاته المتناسبة مع الفهم والإدراك اللازم لتحصيل المعلومات والخبرات، كما أن لكلّ فرد تصوّرًا خاصًّا نحو العالم وتفسيرًا خاصًّا لذلك التصوّر، فإذا استطاعَ المُعلِّم فهم هذا التصور فإنه سيتمكن من تعليم المتعلم أيّ موضوع يريده.[٧]

نظرية النمو المعرفي لبياجيه

    تُعد نظرية "بياجيه" من النظريات المعرفية النمائية المهمة في تاريخ نظريات التعلم، وذلك لأنها تتوجه بالبحث نحو الكيفية التي تنمو وتتطور من خلالها المعرفة لدى الفرد انطلاقًا من تطور مراحله العُمرية حسب نموّه، فالإدراك القائم على ذلك التغيُّر الفيزيولوجي يتطور من حالة إلى حالة أخرى في كل مرحلة، إذ تحكم الفرد في كل مرحلة عمرية مجموعة من الإدراكات والاستراتيجيات الفكرية التي تؤدي إلى تغيير في أنماط سلوكه، ولذلك حاول بياجيه الاعتماد على تلك التغييرات في فهم العوامل المعرفية المؤدية إلى ذلك.[٨]

نموذج معالجة المعلومات

    لا شك أن هذه النظرية تُشكّل ثورة في بُنية علم النفس المعرفي، فهي إحدى النظريات التي تُعنى بشكل أساسي بمجال دراسة الذاكرة والتفكير واللغة وعمليات التعلم الإنساني كافةً[٩]. وقد كان من أوائل علماء النفس الذين أطلقوا هذه النظرية "أتكنسون وشيفرن"،[١٠] وهذا النموذج من الدراسات هو النموذج الذي لا يُعنى فقط بدراسة العمليات المعرفية التي تقوم داخل الفرد وحسب، بل كانت مُتجهةً نحو تفسير الآلية التي تقوم وفقها تلك العمليات ودورها في معالجة المعلومات عند الفرد، ودورها أيضًا في إنتاج سلوك معين.[٩]

    كيف يُمكن للنظرية المعرفية أن تكون ضمن الحيّز التطبيقي؟

    يُمكن القول إنّ الاستراتيجيات التي تُكوِّن الوسائل القابلة للتطبيق يجب أن تعتمد على هدف ترتكز عليه التطبيقات التربوية الخاصة بالنظرية المعرفية، ومن تلك الأهداف:

التركيز على الفهم

    يُعدّ الاهتمام بالعمليات الإدراكية والاستيعابية أهمّ ركيزة من ركائز نظرية التعلم المعرفية، وبناءً على ذلك فإنّ التركيز على فهم المتعلم أولى من الاهتمام بالإجابة التي يُقدمها على سؤال ما، أي أنّ الإدراك الجيد الذي يقدمه للمعلومات أكثر أهمية من صحة أو خطأ الحل الذي يقدمه للمشكلات، وهنا يجب الابتعاد عن الأسئلة المتمثلة في الاختيار من متعدد، لأنّه لا يسمح إلا باختيار الصواب أو الخطأ، بل يجب طرح الأسئلة القابلة للحوار والمناقشة وتقديم الاستنتاجات، إضافة إلى محاولة مساعدتهم على شرح الطريقة التي وصلوا بها إلى تلك النتائج.[١١]

اعتماد تصنيف بلوم

    إنّ تصنيف "بلوم" يُساعد المعلم على القيام بالتقييم المناسب لتلقي المتعلمين، وهو تصنيف يُقدّم معايير هامة لقياس قدرات المتعلمين، لا سيما الطلبة الذين يعانون من مشاكل ذهنية أو إدراكية، فإذا كان المتعلمون يبذلون جهدًا كبيرًا لمواكبة نمو المعلومات المقدّمة إليهم أو التعامل معها فلا بد للمعلم من إطالة المدة التي يقدّم فيها تطبيقًا أو نشاطًا معرفيًّا، أما إذا لم يستطع المتعلم تجاوز ذلك النشاط أو التطبيق بنجاح فلا طائلَ من طرح الأسئلة التي تتطلب منه التقويم، بل لا بد من تغيير النشاط أو العملية حسب متطلباته الإدراكية.[١١]

أبرز منظري نظرية التعلم المعرفية

من هو واضع حجر الأساس في إرساء قواعد هذه النظرية؟

    يعود الفضل في تأسيس نظرية التعلم المعرفية إلى العديد من علماء النفس، وبما أن النظرية المعرفية تشعّبتْ ودخلت في العديد من النظريات فإن كل نظرية تعتمد على العمليات العقلية يُمكن أن تنتمي إلى النظرية المعرفية بطريقة أو بأخرى، ومن أهم المؤسسين لأفكار النظرية المعرفية:

جان بياجيه

    إنّ أهمّ مُساهم في تكوين نظرية التعلم المعرفي هو عالم النفس والفيلسوف السويسري "جان بياجيه"، إذ كانت بداية اهتماماته في تنظير هذا العلم من خلال ملاحظة حركة الأطفال ضمن سياق معين، واستخدام تلك الحركة لفهم ما يفكر فيه الطفل، ثم أصبح رائدًا في دراساته لفكرة التطور المرحلي، وانتماء هذا التطور للسلوك الذي يقدّمه الطفل خلال مراحل نموّه المختلفة، ومن هنا كان انطلاق بياجيه نحو فهم آليات التفكير التي يعمل عليه العقل الإنساني وما يؤثر بتلك الآليات وما يتأثر بها، وما يترتب على ذلك من قدرة على التعلم والتلقي واكتساب المهارات والخبرات المتعددة.[١٢]

جون ديوي

    قدّم "جون ديوي" جوانب نوعية مميزة من الخبرات في مجال النقاش المعرفي، وأكّد على الوظائف الحيوية للإدراك، وتأثير الخبرات المعرفية على تكوينه، وقدّمَ نقطة انطلاق غير مسبوقة فلسفيًّا للتفكير المعرفي، وهي أنّ العلاقة بين التفكير والتحدث تبدأ من الموقف الذي يتعرّض له الفرد لا من الإدراك الفردي للأشياء، ومن هنا بدأ مستوى التجريد يتّضح في نظرة ديوي للبناء المعرفي، والذي قدّم نفسه لعلم النفس التربوي ليكوّن نظرية التعلم المعرفية.[١٣]

مميزات نظرية التعلم المعرفية

    ما المكونات التي تمنح الأهمية لنظرية التعلم المعرفية؟ إنّ مِن أهمّ المميزات التي استطاعت نظرية التعلم المعرفية أن تتمتع بها وتطوِّر بها طرق التعّلم هي النقاط التالية:[١٤

تعزيز عملية التعلم

    تعمل نظرية التعلم المعرفي على منح المتعلم القدرة على تحصيل المعلومات وتكوين الآلية التي يستطيع من خلالها التعامل مع المعارف واستجلابها، وبذلك تكون قد منحته الأداة الأساسية لتعلم أي علم، كما تمكّنه من بناء معارف تراكمية، إضافة إلى معارفه السابقة باستمرار، ممّا يمنح المرونة والتطوير المستمر للفرد من حيث إدراكه المعرفيّ وخبراته التربوية. إثبات الذات وتعزيز الثقة غالبًا ما يستطيع المتعلم المناقشة والحوار والإقدام على أعمال جديدة وابتكارات أفضل حين يكون على قدر من المعرفة الجيدة والفهم العميق في ميدان المجال الذي يتعلمه أو يعمل به، وذلك يجعل النظرية المعرفية وسيلة من وسائل ثقة المتعلم بنفسه وقدرته على التعبير عن ذاته.

تعزيز عملية الفهم

    لا شك أن النظرية المعرفية أولت الاهتمام البالغ لعمليات الإنسان العقلية، وعملية الفهم هي التي تؤدي لتطوير المعلومات السابقة واكتساب معلومات ومهارات وخبرات جيدة، وذلك ما يجعل المتعلم قادرًا على التطوير الأفضل والأكثر جودة للمواد التعليمية التي يتلقّاها.

تحسين مهارات حل المشكلات

     أن تطوير المهارات العقلية من المرتكزات الخاصة بنظرية التعلم المعرفية، فإنّ تلك المهارات هي أول ما يمكن الاعتماد عليه من قبل المتعلمين في حل المشكلات التي تعترضهم، وهذا ما يجعلهم أكثر استعدادًا وجاهزية فكرية للأوقات الصعبة.

مساعدة الفرد على التعلم السريع

    يمنح تطبيق نظرية التعلم المعرفي من خلال تجربة تعلُّم العديد من الفرص لتسريع عملية الاستيعاب والفهم والتلقي، ممّا يجعل المتعلم أكثر استجابة وقابلية لتجميع المعلومات وتحليلها وتفسيرها، وذلك من خلال استخدام الأساليب الناجحة ذاتها التي قام عقل الفرد بتجربتها سابقًا، والاحتفاظ بمعلومات جديدة بالطريقة التي احتفظت بها الذاكرة سابقًا أيضًا

تمكين المتعلم من تكوين المفاهيم

    قد يكون أهم عنصر من مميزات نظرية التعلم المعرفية هو تمكين المتعلم من التصوّر، وعلى وجه الخصوص تلك المفاهيم التي لها صورة خاصة في الذهن، والتي تتطلب استعمال الخيال مع الإدراك والاستيعاب والتحليل والتفسير.

الفرق بين النظرية المعرفية والسلوكية

من أين تنطلق نقطة الخلاف بين النظرية الكلاسيكية والمعرفية؟

    إنّ كُلًّا من المدرسة السلوكية والمدرسة المعرفية ينتمي إلى علم النفس ويُعدّ فرعًا من فروعه، وكلاهما يتعامل مع دراسة السلوك البشري، وتُحاول كل منهما لوصولا إلى الأبعاد الخفية التي تُكوّن ذلك السلوك وتتحكم به، واكتشاف ذلك السبب الذي يدفع الفرد للقيام بسلوك معين هو الذي جعل كل من المدرستين منفصل عن الأخرى.[١٥

     المدرسة السلوكية في نظرتها للسبب الكامن وراء السلوك عن النظرية المعرفية، فالسلوكية تتعامل مع الأفراد وتصرّفاتهم بناءً على أنّ تلك التصرّفات ناتجة عن مؤثرات خارجية أدّت إلى القيام بعمل ما أو قول ما، وبما أن علماء النفس السلوكيّين يعتقدون بأهمية المؤثر الخارجي وتأثيره، فإنّ بافلوف يُضيف طريقتين لبناء سلوك التكيُّف، أولها هو التكيُّف الكلاسيكي، الذي يقوم على الممارسة المتكررة، وثانيها هو التكيُّف الفعّال، والذي يقوم على الثواب والعقاب.[١٥]

     يعتقد علم النفس المعرفي أنّ السبب الكامن وراء السلوك بالدرجة الأولى هو العمليات العقلية التي يقوم بها الذهن في التفسير والتحليل وحل المشكلات وفهم المواقف المختلفة، فإذا أراد المعلم تغيير سلوك فرد من الأفراد لا بُدّ أن يعمل على تغيير إدراكاته تجاه هذا الموضوع، ويتبنّى أصحاب النظرية المعرفية فكرة أن المفاهيم والإدراكات هي ما يُميّز الإنسان عن غيره من الكائنات، فالأفعال التي يقوم بها تستند إلى عمليات عقلية معينة تتبع للتفكير المنطقي، ومعالجات الذاكرة، والأفكار التي تعمل على تحفيزه إيجابًا أو سلبًا.[١٥]

كتب عن النظرية المعرفية

ما هي أهم الدراسات التي جعلت من نظرية المعرفة محورًا لها؟

    من الكتب التي تناولت نظرية التعلم المعرفية واعتنت بجمع تفصيلها وأبحاثها هي الكتب التالية: النظرية المعرفية يحوي كتاب النظرية المعرفية للدكتور يوسف قطامي جوانب عديدة لنظرية التعلم المعرفية؛ إذ يتناول في المبحث الأول تعريفًا بها وتفصيلًا لتطوّراتها ونماذجها واستراتيجياتها، ثم يتحدث في الفصول الأخرى عن نظرية التنظيم الإدراكي، والتي تشمل الجشتالت والاستبصار والمجال، ثم ينتقل إلى نظرية التطور المعرفي، والنظرية المعرفية الأمريكية، ونظرية بناء المعنى المعرفي، ونظرية التعلم الهرمي المعرفي، ونظرية معالجة المعلومات المعرفية، والنظرية المعرفية البنائية في التدريس، ونظرية التعلم فوق المعرفية.[١٦]

نظريات التعلم

    يفصّل كتاب نظريات التعلم للأستاذ عماد زغلول في نظرية التعلم المعرفية في قسم من أقسامه؛ إذ يُفرّق الباحث في المبحث الأول بين العلم والمعرفة والنظرية، ثم يتحدث عن نظرية الإشراط الكلاسيكي، ونموذج التعلم بالمحاولة والخطأ، ونظرية التعلم الإجرائي، ونظرية التعلم الاقتراني، ونظرية الحافز، ونظرية التعلم القصدي، ونظرية التعلم الاجتماعي، ثم نظرية الجشتالت ونظرية معالجة المعلومات ونظرية النمو المعرفي عند بياجيه، إلى أن يصل في الختام إلى التعلم الدماغي وإسهامات أخرى في إغناء علم النفس التربوي.[١٧]

التعلم المعرفي واستراتيجيات معالجة المعلومات

     كتاب من تأليف الدكتورتين نادية حسين العفون ووَسَن ماهر الجليل، ويحوي في المبحث الأول له تفصيلًا عن التعلم المعرفي ونظرية معالجة المعلومات، أمّا في المباحث الأخرى فيتحدث عن الاستذكار والاستراتيجيات اللازمة لتطويره، والتفكير العلمي، وأبحاث تجريبية.[١٨]

المراجع[-]

  • بواسطة باتريشال سميث و تيلمن جراغن، التصميم التعليمي، صفحة 82. بتصرّف.
  • أ ب الدكتورة نيفين أبو زيد، الأستاذة أسماء صلاح، التفكير السابر: النظرية والتطبيق، صفحة 33. بتصرّف.
  • أ ب ت ث ج يوسف قطامي، النظرية المعرفية في التعلم، صفحة 28 -29- 30. بتصرّف.
  • ↑ "What is cognitive learning?", wgu, Retrieved 21/8/2021. Edited
  • أ ب
  • What is cognitive learning?", wgu, Retrieved 21/8/2021. Edited. ↑
  • أحمد عبد الخالق، علم نفس الشخصية، صفحة 285. بتصرّف. ↑ عواطف محمد حسانين، سيكولوجية التعلم، صفحة 127. بتصرّف
  • الدكتور عماد عبد الرحيم الزغلول ، نظريات التعلم، صفحة 228. بتصرّف.
  • أ ب الدكتور عماد عبد الرحيم الزغلول، نظريات التعلم، صفحة 191. بتصرّف.
  • عماد عبد الرحيم زغلول ، نظريات التعليم، صفحة 195. بتصرّف.
  • أ
  • ب "Cognitive Learning: How to Use It, Benefi
  • ts and Examples", academyofmine, Retrieved 21/8/2021. Edited. ↑ "Cognitive Theory", sciencedirect, Retrieved 21/8/2021. Edited
  • . ↑ "Cognition as a Transformative Process", journals.openedition, Retrieved 22/8/2021. Edited. "Cognitive Learning", valamis,
  • Retrieved 21/8/2021. Edited.
  • ^
  • أ ب ت "Difference between Behaviorism and Cognitive psychology",
  • differencebetween, Retrieved 21/8/2021. Edited. ↑
  • الدكتور يوسف قطامي ، النظرية المعرفية في التعلم، صفحة 5 -6-7-8. بتصرّف.
  • عماد زغلول، نظريات التعلم، صفحة 7 - 14 . بتصرّف.
  • نادية حسين العفون، وَسَن ماهر جليل، التعلم المعرفي واستراتيجيات معالجة المعلومات، صفحة 5- 6- 7. بتصرّف.
  • تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      مقالات ذات صلة



      وضع القراءة :
      حجم الخط
      +
      16
      -
      تباعد السطور
      +
      2
      -