بعد وفاة أحمد المنصور الذهبي سنة 1603، دخل المغرب في أزمة سياسية، تمثلت في ظهور قوى سياسية متنازعة، وقد انتهى هذا الصراع بقضاء العلويين على هذه الكيانات واستتب لهم الحكم وعملوا على توحيد المغرب بعد الانقسام الذي عرفه في عهد الكيانات السابقة. ويعتبر عهد المولى إسماعيل (1677 - )1727 توحيدا وتدعيما للحكم.
.تهدئة الوضع الداخلي في عهد المولى اسماعيل
كان أول عمل قام به هو اتخاذه مكناس عاصمة للدولة الجديدة، وفي نفس الوقت مركزا عسكريا هاما في مواجهة قبائل الأطلس والريف .كما عمل على تثبيت دعائم الدولة بوسائل متعددة. وطيلة الخمس والعشرين سنة الاولى من حكمه عمل على تركيز وتدعيم السلطة المركزية للدولة بواسطة جباية الضرائب، ومراقبة الطرق التجارية الصحراوية. فضلا عن ذلك عمل على الحد من هجرات القبائل وتحركاتها، مثل قبائل صنهاجة الأطلس المتوسط، أيت عطا أو الاطلس الكبير، وردع المتمردين.ومن بين التمردات التي واجهها السلطان المولى إسماعيل، تمرد ابن أخيه أحمد بن محرز، ثم الحران، وكذا ثورة أهل فاس، والخضر غيلان، وغيرها من التمردات التي استدعت منه تهدئتها من أجل تدعيم استقرار الدولة.
الجيش النظامي في عهد المولى اسماعيل
عمل المولى إسماعيل على تأسيس جيش نظامي سمي بجيش البخاري، له ارتباط مباشر بشخص السلطان. وقد مكنه من الاستغناء عن اللجوء الى القبائل والزوايا وأعيان القبائل. وقد استعمله في تثبيت دعائم الدولة، والقضاء على التمردات الداخلية، وعلى تحركات القبائل. كما عمل المولى إسماعيل على استرجاع الثغور المغربية التي مازالت تحت السيطرة الأجنبية (استرجاع المعمورة 1681/ 1092)، استرجاع طنجة ( 1694 /1084)،استرجاع العرائش( 1689/ 1102). وقد أنيطت بهذا الجيش، إضافة الى مهمة استرجاع الثغور والقضاء على التهديدات الداخليه، جمع الضرائب حيث أنه جيش غير مرتبط بفئة اجتماعية محددة، بل له ارتباط بشخص السلطان.
الدبلوماسية المغربية في عهد المولى اسماعيل
كانت للمغرب علاقات صداقة مميزة مع فرنسا في عهد "لويس الرابع عشر"، على الرغم من انقطاعها بعد 1718. أما العلاقات مع اسبانيا، فقد كانت متوترة بفعل تحرير الثغور المغربية. أما العلاقات مع انجلترا، فقد كانت نشيطة بفعل الاستقرار الداخلي، واحتلال جبل طارق من طرف الانجليز 1704.
مرحبا بكم، انظموا إلينا وعبروا عن آرائكم