آخر موضوع

نظريات التعلم المعرفية: البنائية

النظرية البنائية لجون بياجي

تعريف النظرية البنائية :

    تقوم النظرية البنائية ( كما جاء في تعريف الدليل البيداغوجي المغربي وهو سابق عن المنهاج المنقح 2021 والذي لم يرد فيه مأي تعريف ) على اعتبار المتعلم يبني المعرفة اعتمادا على ذاته فقط ، يلاحظ ، ينتقي ، يصوغ فرضيات ، يحلل ، يتخذ قرارات ، ينظم ويستنتج ويدمج تعلماته الجديدة في بنيته المعرفية أو الذهنية الداخلية .

    كما أن سيرورة تعلمه تمر بصراع بين مكتسباته السابقة والتعلمات اللاحقة ، وذلك على أربع مراحل تسمى بـ ” سلم الارتقاء ” ( كما هو متضح في الفقرة الموالية ) ، وبالتالي فالنظرية البنائية ترى أن المتعلم يبني تعلماته من خلال التفاعل مع بيئته وفق تسلسل كرونولوجي يؤطره الصراع بين المكتسبات المعرفية السابقة والمكتسبات اللاحقة وفق مراحل متسلسلة .

رائد النظرية البنائية

    جان بياجيه ،واسمه باللغة الفرنسية Jean Piaget هو فيلسوف فرنسي وعالم نفس ، ولد في 9 أغسطس 1896 ، و توفي 16 سبتمبر 198، وهو الإبن الأكبر لآرثر بياجيه سويسري الجنسية وامه ريبيكا جاكسون فرنسية الجنسية ، وقد قام جان بياجيه بتطوير نظرية التطور المعرفي عند الأطفال أو ما يطلق عليه الآن بعلم المعرفة الوراثية.

    في عام 1965 قام بإنشاء مركز نظرية المعرفة الوراثية في جنيف وقام برئاسته حتى توفي في عام 1980. يعتبر بياجيه رائد المدرسة البنائية في علم النفس.

معلومات عن حياة جان بياجيه وأعماله

    ولد جان بياجيه عام 1896 في ولاية نوشاتيل بسويسرا وتوفي عام 1980 ، وعندما كان في سن الثالثة عشر من عمره كتب مقالته الأولى ، وحصل على شهادة الدكتوراه في علم البيولوجي ، وتم تعيينه مديرا للدراسات في معهد جان جاك روسو في جينيف عام 1921 ، بعد ذلك قام بنشر كتابين من أشهر كتبه :

  • اللغة والفكر عند الطفل Language and Thoughts of the child) 1923).
  • الحكم والاستدلال عن الطفل Judgement and Reasoning of the Child) 1924)..
  •     وفي هذين الكتابين قام بياجيه بالتوضيح أن تفكير الطفل يتطور خلال مراحله العمرية المختلفة ، حيث قام بياجيه بتكريس حياته كلها التي زادت عن الثمانين عاما في دراسة النمو العقلي عند الأطفال حتى تميز بهذا الاهتمام بين باقي علماء النفس المحدثين بصفة عامة ، وعلماء نفس النمو بصفة خاصة .

        كما اهتم بياجيه بالعديد من الموضوعات الأخرى مثل : الدوافع والإدراك، ، والقيم عند الأطفال ، التصرفات. ولكن هذا الاهتمام كان بهدف توضي ما بينها وبين الذكاء من روابط وعلاقات، أي أنه لم يهتم بخذه الموضوعات لذاتها ، بينما كان بهدف خدمة موضوعه الأساسي، وهو دراسة تطور تفكير الأطفال وإنشاء نظرية في المعرفة التكوينية.

    تطور مفهوم النظرية البنائية

    مراحل النمو المعرفي في النظرية البنائية ( حسب جون بياجيه ) :

        حسب النظرية البنائية ( كما جاء عند جون بياجيه صاحب كتاب الابستمولوجيا التكوينية ) فالنمو المعرفي عند الانسان يمر من أربع مراحل أساسية :

  • 1- المرحلة الحس – حركية : تبدأ هذه المرحلة من ولادة الطفل الى سنتين من عمره ، وفيها يكون تعلم الطفل عن طريق تفاعله مع بيئته بواسطة حواسه وذاته أكثر من تفاعله بواسطة تفكيره وإعمال العقل .
  • 2- مرحلة ما قبل العمليات المحسوسة : وتبدأ هذه المرحلة عند الطفل من سن السنتين إلى السبع سنوات ، وفيها يتعلم الطفل اللغة من التواصل مع بيئته ، كما أن ذاكرته تكون ضعيفة .
  • 3- مرحلة العمليات المحسوسة : تبدأ هذه المرحلة من السن السابعة الى الحادية عشرة ، وفيها يكون الطفل قادر على القيام بعمليات عقلية : كالتفريق بين زمن الماضي والحاضر- تصنيف وترتيب الاشياء من الاصغر الى الاكبر- والقيام بعمليات التمييز والمقارنة ، طالما أنه يتعامل مع أشياء محسوسة وليست مجردة .
  • 4- مرحلة العمليات المجردة : تبدأ هذه المرحلة من سن الثانية عشرة إلى سن البلوغ ( الخامس عشر ) ، ويكون فيها الطفل المراهق قادر على الفهم والإدراك ، وفهم المفاهيم المجردة : كالأمانة والصدق والإيمان … ، و ممارسة التخيل والتصور العقلي ، ومواجهة المشكلات التي قد تواجهه والبحث لها عن حلول .
  • أهم مفاهيم البنائية في الدليل البيداغوجي:

        اثناء دراستكم لـ النظرية البنائية ستواجهون الكثير من المفاهيم التي تتكرر دائما معكم والتي تشكل الجهاز المفاهيمي لـ النظرية البنائية ، لذلك في هذه الفقرة وضعنا بين أيديكم أهم المفاهيم التي يجب فهمها ضمن سياق النظرية البنائية :

  • 1- التمثل Assimilation : المقصود به استقبال المتعلم المعارف من بيئته ووضعها ضمن خطاطات معرفية / ذهنية لديه سابقا .
  • 2- الملاءمة Accomodation : هي العملية التي يقوم بها عقل المتعلم من أجل تعديل الأبنية المعرفية لتناسب المعارف الجديدة المكتسبة .
  • 3- التكيف Adaptation : يعني اندماج المتعلم مع محيطه الخارجي .
  • 4- التوازن Equilibration : يتحقق عندما يستطيع المتعلم توظيف مهاراته الذهنية مع متطلبات البيئة الخارجية ، وبذلك تحقيق الانسجام بين المتعلم وبيئته ، ويسمى هذا التوازن أيضا بـ ” التنظيم الذاتي ” .
  • النسق المفاهيمي للنظرية البنائية في المنهاج المنقح 2021:

  • الاستيعاب: آلية سلوكية تسمح للفرد بإدماج المعطيات والمعلومات الصادرة عن الموضوع أو المحيط الخارجي عن طريق الفهم والتشفير والتخزين ثم التوظيف.
  • التلاؤم: تغيير في استجابات الذات بعد استيعابها لمعطيات الموقف أو الموضوع باتجاه تحقيق التوازن.
  • التوازن: وضعية التناغم والانسجام التفاعلي مع الوسط.
  • التمثلات: مصطلح مفتاح يقصد به المعتقدات والتصورات التي تكون استراتيجية المتعلم وتحيل على خصائص شخصيته.
  • خطاطات الفعل: يقصد بها البنية الداخلية التي ينظم بها سلوك ما.
  • السيرورات الإجرائية: هي الطريقة التي ينهجها المتعلم في التفكير.
  • التكيف: غاية عملية الموازنة بين الجهاز العصبي العضوي ومختلف حالات الاضطراب الموجودة في الواقع.
  • نظرية الملكات لابن خلدون

        أساس التعلم فيها هو الممارسة والتدريب وقد أظهرت دور العقل وما ينتج عنه من سيرورات عليا في اكتساب التعلمات.

    مثال توضيحي من أجل ضبط مفاهيم البنائية :

        لنفترض مثلا أن طفل شاهد تمساحا لأول مرة ، ما سيحدث في هذا الحالة حسب النظرية البنائية :

  • 1- يلتقط الطفل صورة ذهنية لذاك التمساح ويرسلها الى ذهنه ( الخطاطات المعرفية أو الذهنية ) ، فهنا يحدث ما يسمى بـ ” التمثل “.
  • 2- وبما أن صورة التمساح لا توجد في تلك الخطاطة الذهنية للطفل ، لا يستطيع الطفل التعرّف على التمساح ويقع في حالة لا توازن .
  • 3- وبعدها تأتي أم الطفل وتعرفه باسم التمساح وكيف يعيش حياته ، هنا يحدث للطفل ما سميناه بـ ” الملاءمة ” والتي تؤدي بدورها إلى ” التكيف ” .
  • 4- ومباشرة بعد ذلك يدخل الطفل الى حالة التوازن ( الجديدة ) وتحقيق الانسجام بين بيئته .
  • التعلم في النظرية البنائية :

  • – التعلم حسب النظرية البنائية هو عملية نشيطة ، ويتحقق عندما يبذل المتعلم جهدا عقليا للوصول الى المعرفة واكتشافها بنفسه ، بعدما يواجه مشاكل معرفية تخص بيئته ويحاول حلها ، وطوال مساره من أجل الوصول الى الحلول ( تحقيق معرفة جديدة ) يكون نشيطا ، وبالتالي يتحقق ما ذكرناه في البداية على أن التعلم هو عملية نشيطة .
  • – التعلم سيرورة بنائية : وذلك حينما يحاول المتعلم تركيب المعارف الجديدة وتنظيمها ضمن معارفه السابقة (الخطاطة المعرفية أو الذهنية )
  • – التعلم سيرورة غرضية التوجه : بمعنى أن المتعلم يسعى من خلال بحثه عن المعرفة تحقيق أغراضه وأهدافه الذاتية ، وهذه السيرورة تكون بمثابة قوة و محفز ذاتي للمتعلم من أجل التعلم .
  • – تتأسس أفضل الظروف للتعلم عندما يواجه المتعلم مشكلة معرفية ويعمل جاهدا لحلها ، وهذا الاندفاع الذاتي لدى المتعلم من اجل اكتساب المعرفة يساهم بشكل كبير في تهيئة أفضل الظروف للتعلم .
  • – المعرفة القبلية شرط أساسي لبناء تعلم حقيقي ، لان التفاعل الذي يحصل بين المعرفة الجديدة والمعرفة السابقة يعتبر أهم ركيزة في عملية التعلم .
  • – التعلم أو اكتساب المعرفة هي عملية وليست نتيجة .
  •    وقد أعادت الاعتبار للذات المتعلمة من خلال ما يقع في الدماغ الذي هو آلة التفكير والسيرورات العليا.

    التعلم باختصار في هذه النظرية:

        يبنى من خلال تكيف الذات مع موضوع التعلم وذلك عبر "الاستيعاب والتلاؤم" المؤديين إلى "التوازن" في الدماغ بين المعطيات السابقة والمعطيات الجديدة.

    مبادئ التعلم في هذه النظرية:

  • التعلم لا ينفصل عن التطور النمائي.
  • التعلم يقترن باشتغال الذات على الموضوع.
  • التمثلات هي الاستراتيجية الأساسية التي يتعلم بها المتعلم.
  • المثير الواحد قد يؤدي إلى استجابات مختلفة.
  • صنافة ابن خلدون:

        الفعل + الصفة + الحال + الملكة + الحذق.

    النسق المفاهيمي لنظرية الملكات:

  • الملكة: صفة راسخة تحصل عن استعمال الفعل وتكرره مرة بعد مرة حتى ترسخ صورته.
  • الصناعة: ملكة في أمر عملي فكري.
  •     وهما مفهومان يلتقيان في وظائف الدماغ التي تعتمد على الملاحظة، والفهم والتحليل والاستنتاج.

  • العادة: تعلم راسخ.
  • وتلتقي العادة بالصناعة في كونهما تتحققان عن طريق الممارسة والتدريب.
  • وتلتقي العادة بالملكة في كونهما تتحققان عن طريق تكرار الفعل.
  • نظرية الذكاءات المتعددة

        لها نظرها في الذكاء على عكس ما كان قائما على اختبار الذكاء أو العامل العقلي الذي وضع بداية القرن 20، فهي تنطلق من أن كل الأطفال العاديين يولدون ولهم كفاءات ذهنية متعددة منها ما هو ضعيف ومنها ما هو قوي، فالذكاء عند "جاردنر": هو القدرة على إيجاد منتوج لائق أو مفيد، أو هو عبارة عن توفير خدمة قيمة للثقافة التي يعيش فيا الفرد. كما يعتبر الذكاء مجموعة من المهارات التي تمكن الفرد من حل المشكلات التي تصادفه في الحياة.

    الذكاءات عند "جاردنر" ثمانية (8) قابلة للزيادة:

  • الذكاء اللغوي: يتضمن سهولة إنتاج اللغة والاحساس بالفرق بين الكلمات وترتيبها وإيقاعها.
  • الذكاء المنطقي الرياضي: له علاقة بالقدرة على التفكير باستعمال الاستنتاج والاستنباط ...
  • الذكاء الفضائي: القدرة على خلق تمثلاث مرئية للعالم الفضائي وتكييفها ذهنيا وبطريقة ملموسة.
  • الذكاء الموسيقي: يتجلى في الاحساس بالمقامات الموسيقية وجرس الأصوات وإيقاعها ...
  • الذكاء الجسمي الحركي: استعمال الجسم لحل المشكلات والقيام ببعض الأعمال والتعبير عن أفكار وأحاسيس.
  • الذكاء التفاعلي: القدرة على العمل بفعالية مع الآخرين وفهمهم وتحديد أهدافهم وحوافزهم ونواياهم.
  • الذكاء الذاتي: قدرة الفرد على فهم انفعالاته ونواياه وأهدافه.
  • الذكاء الطبيعي: القدرة على فهم الكائنات الطبيعية من نباتات وحيوانات ...
  • تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      مقالات ذات صلة



      وضع القراءة :
      حجم الخط
      +
      16
      -
      تباعد السطور
      +
      2
      -