آخر موضوع

الحساسية الشعورية:

    يستقبل الإنسان معلومات من محيطه الخارجي بواسطة الأعضاء الحسية الخمس وتمكنه من الشعور بالإحساسات، بحيث يستقبل العضو الحسي بواسطة مستقبلات خاصة مهيجا خارجيا كالضوء والضجيج والضغط والحرارة وتأثير الجاذبية ...

    يتولد على مستوى هذه المستقبلات سيالة عصبية تنقلها الأعصاب الحسية نحو المراكز العصبية الموجودة على مستوى المخ. وينقسم هذا الأخير إلى مجموعة من الباحات يتم على مستواها تحليل وتأويل الرسالة العصبية فتتحدد طبيعة الإحساس.

    تلخص الخطاطة التالية العناصر المتدخلة ومسار السيالة العصبية بالنسبة للحساسية الشعورية.

I. الحواس

أ‌. حاسة اللمس

    الجلد هو العضو الذي يغطي جسم الإنسان وأجسام حيوانات مختلفة.

    وظيفة الجلد الرئيسية هي حماية الجسم ويعتبر أحد خطوط الدفاع ضد الجراثيم، ويحمي الجسم من خلال خصائصه الفيزيائية فهو يكاد يكون مقاوم اً للبلل تمام اً، ويمنع نفاذ السوائل التي تغمر أنسجة الجسم. والجلد يمنع البكتيريا والمواد الكيميائية من دخول معظم أجزاء الجسم، ويقي الأنسجة التي تقع تحته من أشعة الشمس الضارة.

    بالإضافة إلى ذلك، يمكن الجلد من المحافظة على درجة الحرارة الداخلية للجسم عند المستويات العادية، حيث تقوم الغدد الموجودة في الجلد بإفراز العرق عند تعرض الجسم لحرارة شديدة. عندما يشتد البرد يحتفظ الجسم بالحرارة عن طريق تضييق الأوعية الدموية للجلد، فيقل نتيجة لذلك مرور الدم إلى سطح الجسم، يفقد بذلك حرارة أقل.يوجد في الجلد عدة نهايات الأعصاب الحساسة للبرودة والحرارة، وكذلك النهايات العصبية الخاصة بالألم والضغط واللمس

    تظل حاسة اللمس مرهونة بالحساسية الجلدية عموما مما يحتم بالضرورة التوقف عن الطبقة الجلد: الخارجية والباطنية.

    فالطبقة الخارجية هي البشرة المتكونة أساسا من الخلايا الميتة، ويختلف سمكها وكثافتها باختلاف مناطق الجسم. وأما الباطنية وهي الأدمة التي توجد تحتها على البشرة المكونة من خلايا حية، وغنية بالأوعية الدموية التي تنتج باستمرار خلايا جديدة. وعلى هذا الأساس في الجديد تكون من البشرة والأدمة معا، وعملية اللمس من التعقيد بمكان حيث تتسع لتشمل أنواع المستقبلات الموجودة في الجلد من ضغط وحرارة وإحساس بالألم.

    والأحاسيس تختلف من منطقة لأخرى بالنسبة لأطراف الجسم نظرا لتمركز أنواع المستقبلات داخلها فجلد الوجه والكفين أكثر تميزا عن غيرهما حساسية خاصة الأنامل والشفتين.

ب‌. حاسة البصر

    إن حصة البصرية أشد الحواسي رهافة، وبفضلها أستطيع التقاط المعلومات المؤدية عن العالم الخارجي برؤية ما يحتويه من أشياء ومظاهر ألوان وأشكال وحركات...

    وجهاز الملتقط لهذه المعلومات هو العين وأجزاءها هي: المقلق، القرنية، القزحية، البؤبؤ، وتتكون القزحية من تقاطع نوعين من العضلات، الشعاعية والدائرية، ويؤديان إلى تمدد البؤبؤ-الذي ليس في الواقع سوى ثقب من نوع خاص في مركز العين-ويساعدان على تضييق البئر بسهولة تحت شعاع الضوء الكثيفة في حين يظهر أكبر من ذلك تحت ضوء خافت، وهذه العملية تدل على رد فعل العين إساءة كمية الضوء اللاحقة بها، لأنها ظاهرة انعكاسية لا إرادية ذات أهمية بالنسبة لحاسة البصر، ذلك أنه لكي نتمكن من النظر السليم، تحتاج عين أنا إلى كمية معينة من الضوء، وحين التمدد العين وتتقلص فهي تقوم بضبط الوصول الأشعة الضوئية إلى باطن العين لكي تكون الرؤية ملائمة وسليمة.

    تظهر في العين السليمة صورة الأشياء منعكسة على شبكتها. وعند إصابة الكرة العينية أو البلورية تنعكس الصورة المنطقة أمام الشبكية أو خلفها محدثة خلنا في النظر. في الحالة الأولى تصب العين بالحصر وفي الحالة الثانية تصاب بطول البصر، أريد تقويم هذه الاختلالات يمكن استعمال العدسات المحددة بالوجهين في حالة الحسر، من العدسة الأحادية التقعر في حالة طول البصر. وهنا يتكون كل بنيات لعين سليمة وتعمل بكيفية ملائمة ومنتظمة فإن النقط البؤرية تقع على الشبكية، لهذا تنقلب وتصور الصورة المعكوسة عليها.

ت‌. حاسة السمع

    السمع حاسة هام ةّ جداً من الحواس الخمس، والتي تتمكن الكائنات الحي ةّ بواسطتها من سماع الأصوات، وتمييزها، وتستطيع من التواصل فيما بينها.

    تتكونّ الأذن لدى الجنين في الشهر الخامس من الحمل، وتبدأ مهامها فوراً في التقاط الذبذبات الخارجيةّ الواصلة له عبر السائل السلوي ( Liquide amniotique ) المغلف له في الرحم، كصوت المشيمة( Placenta ) ، والمعدة، ونبضات قلب الأم، بذلك تكون حاسةّ السمع أول الحواس التي تعمل فعلياًّ في جسم الإنسان.

    تعرف حاسةّ السمع بأنّها: قدرة الأذن على التقاط ترددات الموجات الصوتيةّ المنتقلة عبر عدة أوساط ماديةّ، كالأجسام، أو السوائل، أو الغازات، أو الهواء. تعتبر عمليةّ السمع عملية معقدة، فكل شيء يتحركّ يحُدث صوتاً، وهذه الأصوات تتكونّ من اهتزاز جزئيات الهواء التي تنتقل في موجات إلى الأذن، حيث يتم تحويلها إلى اهتزازات تنتقل إلى الأذن الداخلية، ثم إلى العصب السمعي(Nerf auditif )، ثم إلى الجزء المسؤول عنه في الدماغ (Cerveau)، والذي يقوم بدوره بترجمة هذه الإشارات العصبية إلى ما نسمعه من أصوات.

    تختلف الأصوات من حيث التردد (Fréquence)، والشدة( Intensité )، فالتردد هو عدد الذبذبات الصوتية Ondes sonores) ) التي تحدث كل ثانية، وتقاس بوحدة الهيرتز( Hertz :Hz )، أما الشدة فهي كمية الطاقة الموجودة في موجة الصوت وتقاس بالديسبل( .(Décibel : dB

    تعتبر حاسّة السمع الوسيلة التي يتم من خلالها تعلم النطق، والتواصل مع العالم الخارجي، فإذا ولد الإنسان وهو أصم، فهو سيحرم من النطق حتماً، لعدم قدرته على اكتساب أي مخزون لغوي أثناء فترة حياته. تعد من أهم الحواس على الإطلاق؛ لأن حدوث أية مشاكل فيها يجعل الإنسان صعب التأقلم مع بيئته الخارجية، حيث يصاب بقصور عقلي، وتردي في مدركاته، ووعيه، وتفكيره، وبالتالي إصابته باضطرابات سلوكية، وجسدية شديدة.

    ترتبط حاسة السمع بمراكز التفكير العليا في المخ ارتباطاً وثيقاً، وهذا ما جعلها تتقدم الحواس في الأهمية، إذ إن مركز السمع في القشرة المخية المخ أكثر تقدماً، وتطوراً من مركز البصر، وبقية الحواس الأخرى. تعتبر الحاسة المتحكمة في جسم الإنسان كله، من توازن، وتنسيق للحركة، وتنظيم العمليات الحيوية، كما أن لها دوراً كبيراً في التحكم بالجهاز العصبي، والتأثير على وظائفه. تؤثر الذبذبات الصوتية على أداء الجسم بشكل عام، وذلك بسبب ارتباط الأذن الداخلية بجميع أعضائه، كالقلب، والرئتين، والمعدة، والجهاز الهضمي.

    تساعد حاسة السمع على حفظ توازن الإنسان بفضل ما تحتويه من أعضاء خاصةّ تستجيب لحركات الرأس، فهي ترسل للدماغ المعلومات عن وجود أي تغيير في وضعيةّ الرأس، ليقوم الدماغ بدوره بإرسال إشارات عصبية إلى جميع العضلات، لحفظ توازن الرأس، والجسم ، كما هو الحال في الوقوف، أو الجلوس، أو السير، حيث إن أي خلل في هذه الوظيفة يجعل الإنسان غير قادر على القيام بأبسط الحركات، وتجعله يشعر بالدوران والسقوط

    كما تعتبر الأذن الجهاز السمعي الذي يتمكن من التقاط كل الأصوات الصادرة من العالم الخارجي. وتنقسم الأذن إلى أذن خارجية متوسطة وباطنية، والمجرى الصناعي هو الصيوان يخترق الجدار العظمي ويصل إلى آخر شيء يدعى طبلة الأذن.

    وتلي الأذن الوسطى نحو الداخل الأذن الباطنية التي تحتوي على جهاز له علاقة مباشرة بحس التوازن ووضعية الرأس وبنسبة الرسائل الجسم.

    وتجدر الإشارة إلى أن الجانب الصحي لا يخلو من أهمية في هذا الصدد، لذلك وجب بحث المتعلمين على الاعتناء بهذه الحادثة وتم بتنظيفها وعدم تعرضها للأصوات الصاخبة واستشارة الطبيب في حال تعرضها لأي ألم.

ث‌. حاسة الشم

    الشم حاسة لتمييز الروائح الطيبة من الكريهة والأنف هو الأداة المسؤولة عن الشم؛ إذ به ثقوب تستنشق عبرها روائح الغازات والأبخرة على الهواء ومنها إلى الجيوب الأنفية ثم إلى الرئتين.

    وتتعدد وضائف أدوار حاسة الشم، نذكر منها:

  • التحقق من سلامة ونوعية الأكل والشرب.
  • تمييز الروائح الكريهة التي قد تؤدينا.
  • ج‌. حاسة التذوق

        اللسان هو الأداة الرئيسية المسؤولة عن التذوق، يتصلون لسانه بالدماغ بثلاثة أعصاب جمجمية: إثنين منه التذوق والثالث يتحكم بحركة اللسان ويساعد على مضغ الطعام. ولئن كنا نتذوق ملايين المذاقات ولكنها بالحقيقة كلها مرتكزة على أربع مذاقات أساسية؛ الحلاوة، والمرارة والملوحة والحموضة.

  • المصدر:دليل الاستاذ الجديد في النشاط العلمي
  • تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      مقالات ذات صلة



      وضع القراءة :
      حجم الخط
      +
      16
      -
      تباعد السطور
      +
      2
      -