نظريات التعلم
مفهوم نظريات التعلم:
محاولات لتفسير السلوك الإنساني بهدف تنظيم المعرفة والحقائق والمبادئ حول التعلم، والذي من شأنه أن يساعد في فهم السلوك الإنساني والتنبؤ به وضبطه .
أصناف نظريات التعلم:
النظريات الارتباطية:
وتضم : "الإشراط الكلاسيكي" / آراء واطسون في الارتباط / نظرية جثري في الاقتران / وكذا نظرية ويليام جيمس، حيث تؤكد هذه النظريات أن التعلم هو بمثابة تشكيل ارتباطات بين مثيرات بيئية واستجابات معينة، على اختلاف بينهم في تفسير كيفية تشكل هذه المثيرات والسلوكات .
النظريات الوظيفية:
وفيها: نظرية ادوارد ثورندايك "نموذج المحاولة والخطأ" / وكلارك في نظرية (الحافز) / ونظرية بروس في «التعلم الإجرائي"، حيث تؤكد هذه النظريات على الوظائف التي يؤديها السلوك مع الاهتمام بعمليات الارتباط التي تتشكل بين المثيرات والسلوك. (وكل ما ذكر أعلاه = المدرسة السلوكية).
النظريات المعرفية:
وتضم: "النظرية الجشطلتية، ونظرية النمو المعرفي لبياجي، ونموذج معالجة المعلومات الغرضية لإدوارد تولمان . وكلها نظريات تهتم بالعمليات التي تحدث داخل الفرد مثل التفكير والتخطيط واتخاذ القرار والتوقع أكثر من الاهتمام بالمظاهر الخارجية للسلوك.
نظريات التعلم السلوكية
تهتم بنواتج عملية التعلم، أو ما يسمى بالمتغيرات التي تطرأ على السلوك بالدرجة الأولى، ولا يهتمون بالعمليات الداخلية للفرد، فالسلوك الظاهري القابل للملاحظة والقياس يعد المحور الرئيسي التي ترتكز عليه هذه النظريات، إضافة إلى دور البيئة والتفاعل معها في عملية التعلم.
ويعد مبدأ "التجاور" أو "الاقتران" المبدأ الرئيسي الذي ارتكزت عليه النظريات السلوكية، إضافة إلى مبدأ الارتباط.
1. خصائص المدرسة السلوكية:
أ. التجريبية:
الملاحظة والخبرة هي أهم مصادر المعرفة، بحيث يجب أن تخضع للتحليل الموضوعي القائم على التجريب وترتكز التجريبية على:
المعرفة الحسية: تتمثل في أن جميع أنواع المعلومات تأتي من خلال الحواس الاختزالية: تتمثل في أن الأفكار المعقدة يمكن أن تختزل في أفكار بسيطة. الارتباطية: تتمثل في أن المعرفة أو الأفكار أو العناصر العقلية تتجمع وفقا لمبدأ الاقتران. الآلية: تتمثل في أن العقل كالآلة يتشكل من عناصر بسيطة تترابط معا وبفق مبدأ ميكانيكي.
ب. الحتمية / التحديدية:
يؤكد هذا المبدأ على أن هناك أسبابا وراء الظواهر التي تحدث، وبهذا فالنظريات السلوكية ترى أن لكل سلوك مثيرا معينا يُحْدِثُه، وهذا ما يشير إلى وقوع الكائن الحي تحت رحمة المثيرات البيئية التي يجب أن يتفاعل معها ويستجيب لها بطريقة ما، ويتخذ إجراءات معينة حيالها.
أولا نظرية الإشراط
أ. مفاهيمها الرئيسية:
المثير الطبيعي أو غير الشرطي: أي حدث يمكن أن يحدث استجابة لدى الكائن الحي بطريقة لا إرادية ، أي : لا يحتاج ليتعلم كيف يسلك حياله، وإنما يستجيب له بصورة طبيعية. المثير المحايد: وهو الحدث الذي ليس له تأثير في سلوك الفرد، ولكن يمكن أن يطور الفرد حياله سلوكا وفقا لمبدأ الإشراط. المثير الشرطي: الحدث الذي يكون محايدا ويصبح قادرا على استجرار الاستجابة الشرطية تتجه لاقترانه بالمثير الطبيعي، بحيث يكتسب صفته. الاستجابة الطبيعية غير الشرطية: الاستجابة الطبيعية اللاإرادية التي يؤديها الكائن الحي حيال المثيرات الطبيعية التي لا تحتاج إلى تعلم. الاستجابة الشرطية: وهي الفعل المنعكس الطبيعي الذي يتعلم الكائن الحي أداءه للمثير الشرطي نتيجة لاقترانه بمثيراتها الطبيعية التي تحدثها.
ب. قوانين الاشراط:
قانون الاقتران: الربط بين مثيرين أحدهما مثير والآخر طبيعي، بحيث يكتسب المثير المحايد صفة المثير الطبيعي، ويصبح مثيرا شرطيا لدى الكائن الحي وفقا لهذا الاقتران، وتعتمد قوة الارتباط بين المثير الشرطي والمثير غير الشرطي على عوامل: تسلسل تقديم المثيرات: إذ يجب أن يسبق المثير المحايد المثير الطبيعي حتى يتسنى تشكيل سلوك حياله. الفاصل الزمني بين تقديم المثير الشرطي والمثير الطبيعي، يجب أن يتبع الطبيعيُّ الشرطيَّ مباشرة. قوة المثير: يجب أن يكون المثير غير الشرطي على درجة معينة من الشدة تسمى العتبة (الحد الأدنى) تكرار الاقتران: يتقوى الارتباط بين المثير الشرطي والمثير غير الشرطي تبعا لعدد مرات الاقتران بينهما، فكلما زاد عدد مرات اقترانهما كلما كانت النتيجة الشرطية للمثير الشرطي أكثر قوة. المحو أو الانطفاء: يتضمن توقف أو تلاشي ظهور الاستجابة الشرطية للمثير الشرطي، ويحدث نتيجة لوجود المثير الشرطي لعدد من المرات وحده دون أن يتبع بالمثير غير الشرطي. الاسترجاع التلقائي: عودة ظهور الاستجابة الشرطية للمثير الشرطي بعد مرور فترة من الزمن. الكف: وجود مثير آخر يستجيب إليه الفرد أثناء عملية الإشراط، بحيث يمنع ظهور الاستجابة الشرطية للمثير الشرطي. التعميم: إعطاء استجابة واحدة لمجموعة مثيرات متشابهة غير متطابقة أو متماثلة. التمييز: الاستجابة بطرق مختلفة لمجموعة المثيرات المتشابهة وغير المتطابقة. (الطابع الانتقائي للاستجابة)
3. ثانيا: نموذج المحاولة والخطأ لإدوارد ثورندايك
أ. مفاهيم ومبادئ نظرية المحاولة والخطأ:
أولا: التعلم من خلال المحاولة والخطأ.
فعندما يواجه الفرد مواقف مثيرة يتطلب منه الاستجابة لها، فإنه يلجأ إلى محاولات سلوكية معينة، وبالتالي يحتفظ بالاستجابات المناسبة ويتخلى عن غير المناسبة، وبهذا فإن التعلم يقوم على مبدأ الوصول إلى الاستجابة الصحيحة المناسبة للوضع المثير وفقا لتكرار المحاولة التي يقوم بها الفرد.
ثانيا: قانون الأثر :
النتائج المترتبة على السلوك هي المسؤولة عن تقوية الرابطة بين الوضع المثير وذلك السلوك، حيث إن الارتباطات التي تتبع بسرور أو متعة تتقوى، في حين أنها تضعف إذا اتبعت بحالة مزعجة.
ثالثا: قانون الاستعداد:
هو الحالة المزاجية التي يكون عليها الفرد عند مواجهة الوضع المثير.
رابعا: قانون التدريب، ويأخذ مظهرين:
قانون الاستعمال: تتقوى الارتباطات العصبية بالاستعمال والممارسةقانون الإهمال: تضعف الارتباطات نتيجة عدم الاستخدام والممارسة.
خامسا القوانين الفرعية:
قانون تنوع الاستجابة: قدرة المتعلم على استخدام استجابات متنوعة لمواجهة الوضع المثير من أجل الحصول على الرضا والارتياح . قانون الاتجاه: تأثر السلوك بنوع الاتجاه الذي يظهره الفرد حيال الوضع المثير.قانون قوة العناصر: الاستجابة الانتقائية التي يؤديها الفرد إلى العنصر الأقوى في الوضع المثير. قانون الانتماء: وذلك في الارتباطات التي تتشكل بسهولة بين العناصر التي تنتمي إلى نفس الموقف أو الوضع المثير. قانون الاستجابة بالمناظرة أو المماثلة: قدرة المتعلم على تعميم الارتباطات إلى الأوضاع المثيرة الجديدة المشابهة للأوضاع التي تم تشكيل الارتباطات فيها.
ثالثا: التعلم الإجرائي
تؤكد على أن السلوك نشاط موجه يقوم به الفرد في ظل إجراءات أو شروط بيئية معينة لتحقيق هدف أو وظيفة معينة، فالسلوك الذي يصدر عن الفرد هو بمثابة استجابات موجهة لتساعده على التكيف مع الشروط والظروف البيئية.
ميز "سكنر" بين نوعين من السلوك تبعا لنوع المثير الذي يحدثه:
السلوك الاستجابي: هو جميع الأفعال السلوكية المنعكسة اللاإرادية التي تصدر عن الكائن الحي بصورة تلقائية حيال مثيراتها الطبيعية التي تحدثها السلوك الإجرائي: هو السلوك نحو الاستجابات التي تصدر عن الفرد حيال المواقف المثيرية المتعددة بشكل إرادي، بحيث يتوقف تكرار هذه الاستجابات أو عدم تكرارها على النتائج المترتبة عليها. توابع السلوك: "النواتج التعزيزية / النواتج العقابية". التعزيز:
هو الحادثة التي تتبع سلوكا ما بحيث يعمل على تقوية تكراره في مرات لاحقة.
التعزيز السلبي: عملية إزالة شيء غير سار نتيجة لقيام الفرد بسلوك غير مرغوب فيه. أشكال التعزيز: تعزيز مستمر: يستخدم لما يكون الهدف تشكيل سلوك جديد لدى الأفراد من خلال مبدأ التقريب المتتابع. تعزيز متقطع: يتم اللجوء إليه للحفاظ على ديمومة السلوك الي تم تشكيله لدى الأفراد. العقاب: وهو نوعان: عقاب إيجابي: يتمثل في اتباع السلوك غير المرغوب بإجراء غير سار بهدف إضعاف احتمالية تكراره. عقاب سلبي: يتم من خلاله إزالة شيء سار مرغوب فيه كنتيجة لقيام الفرد بسلوك غير مرغوب فيه. أشكال العقاب:
بالإضافة إلى ما ذكر هناك: الإقصاء: (إبعاده عن المعززات)، تكلفة الاستجابة : (فقدان الفرد لبعض المعززات نتيجة لقيامه بسلوك غير مرغوب فيه) . التأنيب: (توجيه اللوم والعتاب ...) الممارسة السلبية: (يتمثل في إصرار الفرد على ممارسة السلوك المراد إزالته، إلى أن يصل إلى حد التعب من جراء هذا السلوك ما يؤدي إلى الاشباع والتخلي عنه) الاهمال والتجاهل: (تجاهل السلوك غير المرغوب فيه وإظهار عدم الاهتمام به للعمل على الحد منه وتعزيز البديل).
اعتبارات مهمة في استخدام التعزيز والعقاب: تجنب استخدام العقاب الإيجابي قدر الإمكان. يفضل استخدام العقاب السلبي. يجب تنفيذ العقاب بعد السلوك مباشرة. يجب ألا يتبع العقاب بمعزز. يجب أن يكون العقاب قاسيا لدرجة ما بحيث يحدث أثرا في سلوك الفرد. يجب التنويع في أشكال وأساليب التعزيز وضرورة اختيار المعززات المناسبة للأفراد. عدم الإفراط في استخدام المعززات، لأن الإفراط فيها قد يفقدها قيمتها. المزج بين إجراءات العقاب والثواب لأن الاعتماد على أحدهما في ضبط السلوك وتوجيهه قد لا يؤدي فائدة.
رابعا: نظرية التعلم الاجتماعي لابن خلدون المنسوبة لألبرت باندورا
وهي نظرية تعد حلقة وصل بين النظريات السلوكية والنظريات المعرفية، لتأكيدها على دور العمليات المعرفية التي تتوسط بين المثير والاستجابة، فهي ترى أن الارتباطات لا تتشكل على نحو آلي، بل تتدخل العمليات المعرفية الخاصة بالفرد كالأفكار والتوقعات والاعتقادات في تكوين هذه الارتباطات.
أ. المبادئ التي تحكم عملية التعلم في هذه النظرية:
العمليات الإبداعية: باعتبار أن الانسان كائن اجتماعي يعيش ضمن جماعات يتفاعل معها ويؤثر ويتأثر بها، فيكتسب خبرات وأنماط سلوك من خلال ملاحظة سلوك الآخرين والنتائج المترتبة عليه "التعلم بالمحاكاة والتقليد" . العمليات المعرفية: دور العمليات الداخلية كالاستدلال والتمثيل الرمزي والتوقع والاعتقاد الذي يتوسط بين المثير والاستجابة، فالإنسان إرادي لا يستجيب على نحو آلي إلى المثيرات، وإنما يقوم بمعالجة هذه المعلومات وتفسيرها، وإعطائها معنى خاصا في ضوئه يتحدد سلوك الفرد نحو المثيرات المختلفة. عمليات التنظيم الذاتي: الأفراد قادرون على تنظيم سلوكهم في ضوء النتائج المتوقعة عند القيام بمثل هذا السلوك
ب. نواتج التعلم بالملاحظة:
تعلم سلوك جديد. كف أو تحرير سلوك. تسهيل ظهور سلوك.
ت. مصادر التعلم الاجتماعي:
التفاعل المباشر مع الأشخاص الحقيقيين في الحياة الواقعية التفاعل غير المباشر من خلال وسائل الإعلام المختلفة وخاصة التلفزيون والراديو والسينما. قراءة القصص والروايات الدينية أو الأدبية. الشخصيات التاريخية والأسطورية.
ث. متطلبات التعلم الإجتماعي:
الانتباه. الاحتفاظ. الانتاج. الدافع أو الحافز.
تلخيص الاستاذ سعيد عطاط بتصرف
مرحبا بكم، انظموا إلينا وعبروا عن آرائكم