I. مفهوم الكتابة
ثمّة نظرة مغايرة تماما لمكون الكتابة وفق التصور الجديد المعتمد في المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي لما كان عليه الحال سالفا. ففي السنتين الأولى والثانية من التعليم الابتدائي - وفق التصوّر الجديد- غدت مهارة القراءة ومهارة الكتابة متلازمتين ومتفاعلتين ومتكاملتين مادام "تعلّم الكتابة هو عملية تحدّث بصورة موازية ومتكاملة مع تعلّم القراءة والفهم. وقد حدّدت البحوث العلاقة الارتباطية بين الأداء القرائي والكتابي" و"مستوى تطوير مهارات القراءة الأساسية، القراءة والكتابة عمليتان متبادلتان كل منهما يدعم تطوير الآخر"
يستمدّ تلازم القراءة والكتابة مشروعيته العلمية والبيداغوجية من كون :
من مستجدّات مكون الكتابة في المستويين الأول والثاني من التعليم الابتدائي، اعتماد نوعين من الكتابة :
أ. الكتابة التصحيحية والمتمثلة في الخط والنقل والإملاء.
وهي امتداد للدرس القرائي في شقه المتعلق بالوعي الخطي. ويعتبر درس الخط درسا رياضيا هندسيا مادام يهتم بالخصائص الهندسية للخطوط المشكلة للحرف من حيث نوعها واتجاهاتها ومقاييسها، خصائص تتباين حسب موقع الحرف في الكلمة (الأول أو الوسط أو الأخير). ونشير إلى أنّ ما يميّز الخطّ عن النقل والإملاء، أنّ الخطّ يهتمّ بالحرف وحدةً لغوية صغرى يتغيّر شكلها الخطّي حسب موقعها في الكلمة. وتقويمه -أي الخطّ - هو تقويم رياضي هندسي محض يركّز على المقاييس العلمية الدقيقة في رسم الحرف باعتباره شكلا هندسيا له خصائصه ومميزاته الكتابية، في حين يهتم درس النقل بتركيب الحرف في بنية خطية (مقطع، أو كلمة أو جملة أو نص...) ويتمّ تقويمه من ثلاث زوايا هي المقروئية والجمالية وسرعة النقل. أمّا درس الإملاء فيهتم بمدى تطبيق القواعد التركيبية والصرفية والكتابية المتحكّمة في رسم الكلمة وفق بنيتها الصحيحة منفردة كانت أو ضمن جمل.
ب. الكتابة الإبداعية والمتمثلة في التعبير الكتابي باعتماد الكتابة التفاعلية.
يروم التعبير الكتابي إكساب المتعلم(ة) الجرأة على اقتحام الكتابة في زمن مبكّر، ويُقصد بالتعبير الكتابي في المستوى الأول من التعليم الابتدائي، ليس كتابة إنشائيّة بحصر المعنى، وإنّما إقران القراءة بالكتابة في بناء معنى المقروء. ويتمّ التدرّج في التعبير الكتابي من كتابة مقاطع فكلمات ثمّ جمل.
سُمّيت الكتابة التفاعليّةُ تَفاعليّةً إذ تعتمد المبدأ التشاركي الإبداعي في الكتابة، لا المبدأ الإشراكي الآلي. والكتابة التفاعلية تروم كتابة أقصوصة أو إعداد بطاقة معلومات عن حيوان أو طائر أو مكان أو حدث... انطلاقا ممّا تمّ تدارسه في مكوّنيّ الاستماع والتحدّث والقراءة وفي ارتباط بالمجال. ومنتوج الكتابة التفاعلية يتمّ إعداده في مراحل وعبر حصص وليس دفعة واحدة، ويعرض في ركن القراءة في القسم للاستفادة منه لاحقا. ويمكن إجمال هذه المراحل في :
مراحل الكتابة التفاعلية:
التخطيط:
يتعلق الأمر بتوضيح الهدف المطلوب، والتحضير لموضوع الكتابة، حيث يناقش الأستاذ(ة) مع المتعلمين/المتعلمات موضوع الكتابة، ويخطط بمعيتهم كيفية البحث عن معلومات وقصاصات ورسوم حول الموضوع، ثم يوجههم إلى جمعها من الموارد المتاحة في محيطهم، ومن مصادر ملائمة لمستواهم ولمجالات البرنامج الدراسي. ويمكن استثمار رسوم الحكاية أو مقاطع منها في الكتابة التفاعلية.
المسودة:
تتمثل في مرحلة بداية الكتابة، حيث يشرع المتعلمون/ات في القيام بمحاولات تقريبية بكيفية تدريجية لكتابة كلمة أو جملة أو فقرة حسب المطلوب، وذلك بعد أن يقدم الأستاذ(ة) نموذجا توضيحيا لكيفية الإنجاز المطلوب، كما يقوم بتشجيع محاولاتهم الأولية، وتتبع إنجازاتهم، وتقديم التوجيه والمساعدة والتوضيحات العملية، أو مشاركة بعضهم والكتابة معهم عند الحاجة.
المراجعة:
تشكل مرحلة مهمة في عملية الكتابة، حيث تتم مراجعة الكلمات المستعملة وتراكيب الجمل والأساليب الموظفة في علاقتها بالأفكار المراد التعبير عنها. ويمكن خلال هذه المرحلة تَغييرُ الصيغ والتراكيب بالحذف، أو الإضافة، أو إعادة التنظيم، مع مراعاة التعبير بلغة عربية فصيحة وميسرة تناسب مستوى المتعلمين/المتعلمات. يتخلل مرحلة المراجعة حوار بين الأستاذ(ة) وجماعة القسم، أو بين المتعلمين/ات حول كتاباتهم، حيث يقرأ متعلم/متعلمة ما كتبه لزملائه في مجموعة صغرى أو على جماعة القسم، ويناقشونه ويبدون ملاحظاتهم في إطار الاحترام المتبادل.
العرض :
يشكل المرحلة التي يصل فيها المنتوج إلى صيغته النهائية بلغة عربية فصيحة وميسرة، وبخط واضح ومقروء، وبرسومات مناسبة. ويتم العرض على جدران القسم، أو في مجلة المدرسة أو سبورة النشر أو غيرها.
II. أهداف الكتابة
يروم درس الكتابة إكساب المتعلم/المتعلمة مهارات:
الكتابة التصحيحية:
(خط ونقل، إملاء) التي تهدف إلى إكساب المتعلم(ة) آليات وميكانيزمات الكتابة السليمة حسب المنطق الألفبائي، مع الأخذ بعين الاعتبار الطابع التدريجي لمظاهر اللاتطابق الصوتي الإملائي الذي يوجد في اللغة العربية.
الكتابة الإبداعية:
(التعبير الكتابي) التي تسعى إلى تدريب المتعلم(ة) على استعمال اللغة العربية المكتوبة في التعبير والتواصل من خلال وضعيات مشكلة أو مهمات مركبة دالة.
ويتم تدبير درس الكتابة أسبوعيا من خلال خمس حصص، حصتين للنقل والخط وحصتين للإملاء وحصة للتعبير الكتابي
III. عناصر مكون الكتابة في السنة الثالثة
يعتبر مكون الكتابة في السنة الثالثة جسرا بین ما قدم في السنتين الأولى والثانية وما سيقدم في السنة الرابعة حيث تم الاستغناء عن الخط والنقل، والإبقاء على الإملاء والتطبيقات الكتابية وإثراء أنشطة التعبير الكتابي من خلال الكتابة التفاعلية.
أ. عناصر مكون الكتابة وموجهاته في السنة الثالثة
يشمل مكون الكتابة العناصر الآتية:
التطبيقات الكتابية
الإملاء
التعبير الكتابي
IV. . أهداف الكتابة في السنوات الثلاث الأولى
تتجلى أهداف الكتابة في السنوات الثلاث الأولى في تمكين المتعلم(ة) مما يأتي (مع مراعاة التدرج الذي تستلزمه مهارة الكتابة وقدرات الفئة المستهدفة (:
مرحبا بكم، انظموا إلينا وعبروا عن آرائكم