آخر موضوع

بيداغوجيا الكفايات - الجزء الاول

1. مفهوم الكفاية:

    عرفها د.محمد الدريج: الكفاية قدرات مكتسبة تسمح بالسلوك والعمل في سياق معين، إنها مجموعة من المعارف والمهارات والاتجاهات المكتسبة والمندمجة بشكل مركب والتي يقوم الفرد بتجنيدها وتوظيفها قصد مواجهة مشكلة ما في وضعية محددة.

    وعرفها العربي اسليماني: الكفايات مجموعة من الامكانات والموارد التي يكون الفرد قادرا على تعبئتها بهدف مواجهة وضعية جديدة وهي مكتسبة ولا تتحقق إلا من خلال أفعال ملموسة.

2. خصائص الكفاية:

  • إجرائية ولها غاية وهدف: فهي دائما من أجل الفعل، إنها ذات صلة بالممارسة والفعل.
  • الكفاية مبنية: بمعنى أنها قدرات ومعارف تبنى على أساس خطاطات ذهنية قياسية واستكشافية تساعد على كشف المشكلة وتحديد طبيعتها ثم حلها.
  • الكفاية تمنح المتعلم والشخص مفاتيح لأقفال غير معروفة وتحد من ظاهرة الفشل الدراسي.
  •  الكفاية معطى ذهني غير قابل للملاحظة وإنما تلمس من خلال الممارسة والفعل.
  • الشمولية: حلال كيف هي العناصر من وضعية شاملة (وضعية معقدة، مقاربة شاملة) وتساعد هذه الخاصية في تعرف في مدى تمكن التلميذ على تجميع مكونات كفاية ما.
  • التناوب: بين شموليا خاصة وشموليا أو بينما كيفية ومكوناتها والكفاية، أو بين ما هو مهم أو نشاط تعلمي نوعي. تمكن هذه الخاصية من المرور من الشمولي إلى النوعي ثم الانتقال من النوعي إلى الشمولي.
  • التطبيق: أي أن التعلم يتم بواسطة الفعل، تمكن هذه الخاصية من تطبيق الكفاية وذلك من أجل التمكن منها وربما أنها تعرف بأنها حسن التصرف، فمن الأهمية بالنسبة للتلميذ أن يكون فاعلا في تعلمه.
  • وهناك خصائص أخرى كثيرة نذكر منها: التكرار، الإدماج التمييز الملاءمة، الانسجام ثم التحويل (انظر الدليل البيداغوجي)
  • هي قدرة على الانجاز، هي معرفة تجنيد أو تعبئة.
  • الكفاية معرفة موارد قابلة للتوليف والتحويل والملاءمة مع وضعيات جديدة غير مسبقة.
  • من خصائص الكفاية أن صاحبها يكون مبادرا يكتسي إنجازه المشروعية والصلاحية على حد تعبير جونايير.
  • 3. أنواع الكفايات

  •  كفايات مرتبطة بتنمية الذات: ذات المتعلم كعنصر فاعل يرجى إسهامه في الاستجابة لحاجات التنمية المجتمعية في أبعادها الروحية والفكرية والمادية
  • كفايات قابلة للتصريف في القطاعات الاقتصاددية والاجتماعية: نظام التربية والتكوين مطالب بتطعيم تلك القطاعات عن طريق إنتاج عناصر مؤهلة لتحقيق التنمية
  • كفايات استراتيجية: تطويرها في المناهج التربوية وذلك من خلال:
  •  معرفة الذات والتعبير عنها.
  •  التموقع في الزمان والمكان.
  •  التموقع بالنسبة للآخر وبالنسبة إلى المؤسسات المجتمعية (الأسرة، المؤسسة التعليمية، المجتمع ) والتكيف معها ومع البيئة بصفة عامة 
  • تعديل المنتظرات والاتجاهات والسلوكات الفردية وفق ما يفرضه تطور المعرفة والعقليات والمجتمع.
  • الكفايات التواصلية: معالجتها من خلال:
  •  إتقان اللغة العربية وتخصيص الحيز المناسب للغة الأمازيغية والتمكن من اللغات الأجنبية
  •  التمكن من مختلف أنواع التواصل داخل المؤسسة التعليمية وخارجها في مختلف مجالات تعلم المواد الدراسية
  •  التمكن من مختلف أنواع الخطاب (الأدبي والعلمي والفني..) المتداولة في المؤسسة التعليمية وفي محيط المجتمع والبيئة.
  • الكفايات المنهجية: وتستهدف:
  •  منهجية التفكير وتطوير المدارك العقلية للتلميذ.
  •  منهجية العمل في الفصل وخارجه.
  • منهجية لتنظيم ذاته وشؤونه ووقته وتدبير تكوينه الذاتي ومشاريعه الشخصية.
  •  الكفايات الثقافية: معالجتها عن طريق:
  • تنمية نسقها الرمزي المرتبط بتنمية الرصيد الثقافي للمتعلم وتوسيع دائرة إحساساته وتصوراته ِورؤيته للعالم وللحضارة البشرية بتناغم مع تفتح شخصيته بكل مكوناتها وبترسيخ هويته كمواطن مغربي وكإنسان منسجم مع ذاته ومع بيئته ومع العالم.
  • تنمية شقها الموسوعي المرتبط بالمعرفة بصفة عامة.
  •  الكفايات التكنولوجية: يمكن تطويرها عن طريق:
  •  القدرة على تصور ورسم وإبداع وإنتاج المنتجات التقنية.
  •  التمكن من تقنيات التحليل والتقدير والمعايرة والقياس وتقنيات ومعايير مراقبة الجودة والتقنيات المرتبطة بالتوقعات والاستشراف.
  •  التمكن من وسائل العمل اللازمة لتطوير تلك المنتجات وتكييفها مع الحاجيات الجديدة والمتطلبات المتجددة.
  • استدماج أخلاقيات المهن والحرف والأخلاقيات المرتبطة بالتطور العلمي والتكنولوجي بارتباط مع منظومة القيم الدينية والحضارية وقيم المواطنة وقيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية.
  • 4. تصنيف وزارة التربية المغربية.

    أ‌. أصناف الكفايات في الأدبيات التربوية:

  • الكفايات الدنيا: القدرات الأساسية التي يجب أن يكتسبها المتعلم كالقراءة والرياضيات ودرايات الفعل والإنوجاد.
  • الكفايات القصوى: مثال الجودة وحالة الإتمام وتقترب من مستوى إنجاز عال، وهي تبرمج عادة للموهوبين والعباقرة، أما بالنسبة للأطفال المتعلمين الذين يدخلون في فئة ضعاف العقول فتبرمج لهم كفايات دنيا
  • الكفايات النوعية أو الخاصة: كفايات مرتبطة بحقل معرفي أو مهاري أو وجداني معين داخل مجال أو ميدان محدد.
  • الكفاية الممتدة أو المستعرضة: هي الكفايات التي لا تخص سياقا محددا ولا وضعية واحدة أو مادة معينة، ومنها القدرة على التحليل، القدرة على التركيب، القدرة على التقويم الذاتي، القدرة على النقد الذاتي، القدرة على التركيز والانتباه والقدرة على الانضباط واحترام الآخر والقدرة على التفاعل والاندماج والقدرة على العيش معا.
  • 5. بناء الكفايات وتنميتها:

    أ‌. بيداغوجيا حل المشكلات/ الوضعية- المسألة أو المشكلة:

        وضعية تعليمية تعلمية تتضمن صعوبات لا يمتلك المتعلم حلولا جاهزة لها، ما يضعه في حالة حيرة وحاجة إلى بذل جهده وتعبئة موارده المعرفية من أجل إيجاد الحلول المناسبة.

        ومن الناحية السيكولوجية تعني نوعا من عدم التوازن بين حاجات الفرد ومتطلبات الواقع، لذلك فإن تدخل الفرد من أجل إعادة التوازن هو بمثابة حل للمشكلة ويتمثل هذا الحل سواء في تعديل الوضعية أو في التنبؤ بمثل هذه الوضعية أو في تحسين الوضعية الراهنة (أمزيان)

    حل المشكلات:

        إن حل المشكلات نهج قديم في تاريخ التفكير البشري (المنهج التوليدي السقراطي والمنهج الاستقرائي الأرسطي... إلخ).

        ومن بين ما ارتبط به كذلك، نجد التعليم المبرمج وبيداغوجيا التحكم الذي يركز على اكتساب قواعد جديدة انطلاقا من قواعد مكتسبة سابقا وجعلها قابلة للتطبيق. وهي عموما تنطلق من مشكل يتطلب من المتعلم البحث عن حل من بين حلول ممكنة، إلا أن ما يميز "المشكلة" عن "الوضعيات- المشكلة" هو أن هذه الأخيرة تكون سياقية ودالة وتنطلق من المحيط الاجتماعي والمادي للمتعلم(ة).

        إن بيداغوجيا حل المشكلات تتمركز حول المتعلم(ة) لاستنفار واستثارة مهاراته أو معارفه أو قدراته... إلخ، لرصد الترابطات الممكنة بين عناصر المشكل/الذريعة المطروح لبناء التعلمات. ويمكن تلخيصها فيما يلي:

  • مواجهة مشكل معين يكون دافعا إلى البحث عن حل واتخاذ قرار معين.
  • تقديم اقتراحات والتداول حولها مع جماعة القسم لاتخاذ القرار المناسب.
  • التفاوض حول معايير معينة لانتقاء قرار أو أكثر.
  • تنفيذ الإجراءات المحققة للقرار المتخذ.
  • فحص النتائج وتقويمها للتوصل إلى اختيار نهائي أو مراجعته.
  •     وإذا كان حل المشكلات ينطلق من مشكلة، فما الذي قد يميز إذن المشكلة عن الوضعية- المشكلة كما تتبناها المقاربة بالكفايات؟ ذلك ما ستوضحه الفقرة الموالية.

    الوضعية–المشكلة:

        تنطلق الوضعية- المشكلة من وضعية، كما يدل على ذلك اسمها؛ وتعني الوضعية ما يدل على العلاقات التي تقيمها الذات (ذات المتعلم(ة) مثلا) مع المحيط الاجتماعي والفيزيقي (الأسرة، الأصدقاء، القرية أو المدينة، السوق، الأحداث، المحيط الطبيعي...الخ). أما الوضعية-المشكلة فتعني وضع المتعلم(ة) أمام مشكل ينطلق من وضعية؛ أي من سياق له معنى بالنسبة له. والوضعية-المشكلة أنواع:

    أ‌. الوضعية-المشكلة الديدكتيكية:

        تكون في بداية الدرس والهدف منها اكتساب تعلمات جديدة مرتبطة بكفاية محددة. ومن خصائصها أنها:

  • وضعية تعليمية مرتبطة بتعلمات جديدة نسعى من خلالها إلى حفز المتعلم وتشويقه وإثارته.
  • تشكل عائقا إيجابيا (تمثلات وصراع معرفي) أمام المتعلم(ة)، مما يجعله يشعر أن مكتسباته السابقة غير كافية لإيجاد الحل. فهي محفزة له على تجاوز العائق وغير تعجيزية ملائمة لمستواه.
  •     وأهم المراحل التي تميزها:

  • يقدم المدرس(ة) الوضعية-المشكلة مصحوبة بالتعليمات الضرورية.
  • ملاحظتها من قبل المتعلمات والمتعلمين ومحاولة فهمها.
  • استخراج المعطيات ومعالجتها لاكتساب التعلمات الجديدة.
  • بنينة المعارف واستنتاج القواعد.
  • ب‌. الوضعية-المشكلة الإدماجية:

        وضعية الإدماج هي وضعية- مشكلة تنجز بعد فترة تعلمات سابقة، تم خلالها تحقيق مكتسبات مجزأة، وتستهدف الربط بين هذه المكتسبات السابقة وإعطاءها معنى جديدا، وقد تكون بعد حصة أو بعد مجموعة من الحصص أو الدروس أو بعد مرحلة دراسية. فهي إذن:

  • تمكن من تركيب مكتسبات سابقة في بنية جديدة وليس بإضافة بعضها إلى البعض.
  • تحيل إلى صنف من وضعيات-مشكلة قد تكون خاصة بمادة أو بمجموعة من المواد.
  • تكون جديدة بالنسبة للمتعلم(ة).
  • ت‌. الوضعية-المشكلة التقويمية. ·

        هي وضعية للتحقق من حصول تعلم معين ومدى قدرة المتعلم على توظيفه في حل وضعية جديدة تنتمي إلى فئة من الوضعيات. وقد تكون الوضعية التقويمية قبل الإدماج أو بعده، أو تقوم الهدف النهائي للإدماج، أو وضعية للتقويم التشخيصي، أو التكويني، أو الإجمالي.

    ب‌. بيداغوجيا المشروع:

        هي عبارة عن طريقة تقوم على تقديم مشروعات للتلاميذ في صيغة وضعيات تعليمية – تعلمية تدور حول مشكلة اجتماعية، أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية واضحة من خلال تحفيزهم على دراسة المشكلة والبحث عن حلول مناسبة لها بحسب قدرات كل واحد منهم ويقوم الأستاذ فيها بدور المشرف / الموجه/ المنشط /الوسيط.

       وينبني المشروع على تحديد ما يلي:

  • الحاجات الفردية أو الجماعية وفق أولويات.
  • الأهداف.
  • الوسائل والاستراتيجيات.
  • المتدخلون والشركاء.
  • توزيع المهام والمسؤوليات.
  • المدى الزمني لإنجاز المشروع.
  • أشكال التقويم.
  • تعديل وتدقيق المشروع.
  • ت‌. بيداغوجيا المجزوءات:

        تؤدي إلى اكتساب كفايات متنوعة، إنها وحدة للتعلم الذاتي أو مسار مستقل، إنها طريقة في التدريس تقوم على استقلالية المتعلم وجعله يشارك بإنجاز أعمال وأنشطة نظرية وتطبيقية ومشاريع شخصية.

    ث‌. البيداغوجيا الفارقية:

        ظهرت في بداية السبعينات من روادها (لوغراند)، تأخذ بعين الاعتبار الفروق بين الأشخاص الذاتية الطبيعية (بيولوجية وفسيولوجية) والمكتسبة (الثقافة- أنماط التنشيئة الاجتماعية – الوضع الاقتصادي والاجتماعي وطبيعة المحيط الأسري والاجتماعي)

    مفهومها:

        إجراءات وعمليات تهدف إلى جعل التعليم متكيفا مع الفروق الفردية بين المتعلمين قصد جعلهم يتحكمون في الأهداف المتوخاة.

        إنها بيداغوجيا مفتوحة ونشيطة وقائمة على التفريد واعتبار خصوصيات المتعلم.

    أنواع التفريق:

  • تفريق التعليم: إجراءات وتدابير ديداكتيكية هدفها تحقيق سيرورة التعليم والتعلم مع الفوارق المهمة البينفردية والداخل فردية بين التلاميذ للوصول إلى الحد الأقصى من تحقيق الأهداف الديداكتيكية.
  • التفريق المؤسساتي: ويعني تنظيم النظام المدرسي في شكل مدارس من مستويات وأنواع مختلفة
  • التفريق الداخلي: إعطاء كل متعلم التعلم الذي يناسبه على مستوى القسم الواحد بعد تحقيق الأهداف والكفايات الأصلية/الدنيا مع جميع المتعلمين ثم تحقيق الأهداف المفرقة بطريقة بيداغوجية فارقية يراعي فيها المدرس الفوارق بين المتعلمين، وأثناء التقييم تقوم الأهداف الأساسية بالتقويم المحكي والأهداف المفردنة بالتقويم المعياري.
  • التفريق الخارجي: (التفريق بين قسمين): خلق فرق ومجموعات بين التلاميذ والمدرسين.
  • أنواع البيداغوجيا القائمة على الفروق والاختلاف:

  • البيداغوجيا التنويعية: تنويع الطرائق والتقنيات لبلوغ الهدف خلال فترات زمنية متباعدة.
  • بيداغوجيا المداخل المتعددة: بلوغ نفس الهدف التربوي باستعمال تقنيات مختلفة بكيفية متزامنة.
  • البيداغوجيا الفارقية: تنويع في الطرائق والمحتويات معا فهي تنويعية ومتعددة المداخل في نفس الوقت.
  • المراجع
  • الدليل البيداغوجي
  • سعيد عطاط:ملخص علوم التربية
  • تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      مقالات ذات صلة



      وضع القراءة :
      حجم الخط
      +
      16
      -
      تباعد السطور
      +
      2
      -