آخر موضوع

المقاربة المقطعية لديداكتيك مادتي القراءة والكتابة

أ‌. القراءة:

    يدلّ مفهوم القراءة اصطلاحا على ذلك النشاط أو تلك العمليّة المهاراتيّة المعرفيّة التي تقوم بشكل أساسي على تحليل وتفكيك الأحرف والرموز الخاصّة بالكلمات وقراءتها بصورة مفهومة وواضحة على شكل جمل مفيدة، ويعبّر هذا المفهوم عن العمليّة المعرفيّة الإدراكيّة التي يتمّ من خلالها النطق بالحروف الهجائيّة التي تقع عليها العين ويقوم الدماغ البشريّ باستيعابها، ويشترط أن يكون الشخص القارئ على معرفة ودراية مسبقة بالحروف الأبجديّة. (القراءة صلة وربط بين ما هو مكتوب وموثق على الورق مثلا وما هو منطوق سرا أو علنا) قدرة بصرية صوتية أ وصامتة، يفهم بها الفرد ويعبر بها ويؤثر فيمن حوله بها.

  • القراءة تعني استخلاص المعنى من المادة المكتوبة وتحليل رموزها.
  • القراءة تنطوي على الانتباه، والإدراك، والتذكر، والفهم، والتذوق، والانفعال.
  • القراءة هي القدرة على تقوية الحواس والذاكرة والعقل للحصول على الكثير من المعرفة.
  • القراءة هي استرجاع منطقي أو عقلي للمعلومات في الدماغ، وتكون المعلومات على شكل رموز، أوحروف، أو صور.
  •     ومنه فالقراءة عملية تفكير مركبة، تشمل تعرف الرموز المكتوبة (الكلمات والتراكيب) وربطها بالمعاني، ثم تفسير تلك المعاني وفقا لخبرات القارئ الشخصية. (استحضار الخلفية المعرفية والثقافية عند قراءة الدوال)

        وبناء على ذلك، فإن القراءة تتضمن عمليتين متصلتين هما:

  • العملية الأولى (ميكانيكية): ويقصد بها رؤية القارئ للحروف والحركات والمقاطع فالكلمات ثم الجمل عن طريق الجها ز البصري، والنطق بها بواسطة جها ز النطق.
  • العملية الثانية (عقلية) :يتم خلالها بناء المعنى، وتشمل الفهم الصريح )المباشر)، والفهم الضمني (غير المباشر) أو فهم ما بين السطور (الاستنتاج،والتذوق، والاستمتاع، والتحليل، ونقد المادة المقروءة، وإبداء الرأي فيها)..
  •     تعد هذه الطريقة وسطى بين الطرق الجزئية والكلية؛ حيث تحاول تعليم المتعلمات والمتعلمين القراءة بتقديم وحدات لغوية أكبر من الصوت اللغوي (الحرف)، ولكنها أقل من الكلمة، وتنبني أصولها على مقاطع الكلمات، واعتبارها وحدات لغوية؛ لأن الكلمات في العربية – في الغالب - تتألف من مقطعين أو أكثر، وسميت هذه الطريقة بالمقطعية لكون المتعلمات والمتعلمين يتعلمون بها جملة من المقاطع، ثم يقومون بتركيب كلمات من هذه المقاطع؛ ولذلك يمكن اعتبارها طريقة تركيبية – تحليلية.

    ب‌. لماذا القراءة المقطعية؟

        لأنها تمكن المستفيدات والمستفيدين من المقروء عبر آليات للاستماع والفهم والنطق السليم، والربط بين المنطوق والمكتوب.

        وتعتمد القراءة المقطعية عدة مفاهيم مركزية ذكرمنها:

  • الوعي الصوتي: إدراك أن الكلمة المنطوقة هي سلسلة من الوحدات الصوتية الصغيرة، (صوامت وصوائت).
  • التطابق الصوتي الإملائي: أي القدرة على ربط الوحدة الصوتية بشكلها الخطي بين المنطوق والمكتوب. (رحمة/رحمت . بسطة/ بصطة)
  • الطلاقة: أي القدرة على القراءة الدقيقة والصحيحة والسريعة والفاهمة إضافة إلى التعبير الصوتي.
  • تنمية المفردات: أي مهارة تهدف إلى تنمية المعجم الذهني عند المتعلمة والمتعلم عب ر معرفة كلمات جديدة.
  • الفهم القرائي: أي جعل المتعلمة والمتعلم قادرين على فهم معاني النص واستيعابها.
  • ت‌. القراءة المقطعية؟

    1. محور الوعي الصوتي

        تركز المقاربة المقطعية في شقها الأول على تعرف المقاطع الصوتية والوعي بها واستعمالها، باعتبارها مكونات لا يمكن الاستغناء عنها في سير تعلم القراءة. ولذلك تسعى الطريقة المقطعية إلى تنمية الوعي الصوتي لدى المتعلمات والمتعلمين، حيث يمكنهم من الوعي بالمكونات الصوتية للوحدات اللغوية ومن امتلاك القدرة على الربط بين المنطوق والمكتوب، ثم الربط بين مجموع القطع المكونة للكلمة الواحدة.

        ويقود هذا الوعي الصوتي متى تحقق إلى إدراك عميق لكل مكونات الوحدات اللغوية: صوامت (حروف)، ومصوتات (حركات(، وأشباه صوامت (حروف العلة واي ) ، والمقاطع (تأليفات متنوعة بين مختلف القطع).

    2. تنمية الرصيد اللغوي

        تركز المقاربة المقطعية في محورها الثاني على استثمار النصوص القرائية لتنمية الرصيد اللغوي وتعزيز الوعي الصوتي، واكتساب القيم الإيجابية، وتنمية ميول المتعلمة والمتعلم إلى القراءة وتهذيبها.

        يتيح استثمار النصوص تحقيق ما يأتي:

  • يمتلك المتعلمون والمتعلمات اللغة العربية الفصيحة ويستعملونها بطريقة عفوية وفريدة من نوعها.
  • يكتسبون، انطلاقا من هذه النصوص المقروءة، جملا عربية فصيحة وميسرة يستعملونها بطريقة سلسة ومعبرة.
  • 3. مفهوم المقطع الصوتي:

        يعرف المقطع الصوتي بكونه كتلة صوتية يمكن أن تنطق دفعة واحدة منفصلة ومستقلة عما قبلها وما بعدها، ويمكن التعبير عنه بالكتابة الصوتية، والكتابة الصوتية هي تحويل مقاطع الكلمة إلى رموز صوتية تتكون من (ص/ ح) حيث تتكون الكلمة من صوامت(حروف) ويرمزلها ب(ص) وتتكون أيضا من حركات ويرمز لها ب(ح).

        المقطع بشكل أوضح مكون عادة من وحدات صوتية، جرى نظام اللغة العربية على أن تكون مزيجا من صوامت وحركات كما سبق، لكن بالشروط الآتية:

  • أن يبدأ بصامت واحد.
  • أن يثنى بحركة.
  •     وتتألف الكلمة في العربية سواء كانت اسما أو فعلا، مجردة أو مزيدة من مقاطع منتظمة الفونيمات (الصوامت / الحروف)، مميزة واضحة المعالم في السمع مما يساعد في تحديد الدلالة في المنظور اللغوي.

        إذا يتضح من هذا التعريف أن المقطع الصوتي عبارة عن مجموعة من الأصوات اللغوية تشتمل على حركة واحدة أو نغمة واحدة، كما يمكنها أن تحمل درجة واحدة من النبر، والنبر هو الضغط على مقطع معين من الكلمة، ليصبح أوضح في النطق من غيره عند سماعه.

    4. خصائص المقطع الصوتي:

        يتميز المقطع الصوتي العربي بمجموعة من الخصائص منها:

  • لا وجود للمقطع الصوتي في اللغة العربية دون وجود حرف متحرك فيه.
  • الحرف المضموم أو المفتوح أو المكسور يعتبر مقطعا صوتيا واحدا مثل: يَ صِ لُ ==> يَصِلُ.
  • الحرف العربي من أحواله أن يكون ساكنا، في هذه الحالة يشكل مع الحرف الذي قبله مقطعا صوتيا، مثال: (يكتب) يَكْ–تُ- بُ.
  • الحرف المتحرك قبل المد (الواو والياء والألف) يشكل مع المد مقطعا صوتيا دا دو دي با بو بي.
  • الحرف المشدد يُفَكُّ إدغامه(تضعيفه) إلى حرفين، الأول ساكن، والثاني متحرك، الحرف الأول الساكن يشكل مع الحرف المتحرك قبله مقطعا صوتيا واحدا (مدَّ) ==> مَ دْ - دَ شكْ ك ==> شَكَّ.
  • اللام القمرية مع همزة الوصل قبلها يعتبر مقطعا صوتيا واحد أي: (ال) إذا كانت اللام قمرية الفصل "أل" مقطع واحد.
  • الحرف المشدد بعد اللام الشمسية مع همزة الوصل قبلها يعتبر مقطعا صوتيا واحدا: الرَّ - السّ - الصِّ – الرُّسل – الرّسول - السّراط – الصّم.
  •  التنوين: الحرف المنون يعتبر مقطعا صوتيا واحدا مثل: عَلَمٌ ==>ع َ/ لَ / مٌ.
  • 5. أنواع المقاطع الصوتية في اللغة العربية:

  •  المقطع القصير: ويتألف من صامت(ص) حركة قصيرة (ح) (ص+ ح)، مثل: كَ / تَ / بَ.
  • المقطع الأول من كلمة (جامعة) (جا) (ص ح ح) وسمي المقطع مفتوحا لأنه لا ينتهي بصامت.
  • المقطع المتوسط المغلق: يتألف من صامتين يحصران بينهما حركة قصيرة (ص + ح + ص) مثل: المقطع الثاني والمقطع الثالث من الفعل (دَرَسْتُمْ) / دَ ==>(صح) / رَ سْ ==>(ص+ح+ص) / تُمْ ==> (ص+ح+ص) أو «مَنْ» ==> (ص+ح+ص) وسمي المقطع مغلقا لأنه مغلق بصامت.
  • المقطع الطويل المغلق: وهو المقطع الذي يتكون من صامت وحركة طويلة وينتهي بصامت (ص ح ح ص). مثال: المقطع الأخير من كلمة نستعين: نَسْـ /تَ / عِين ==> ص+ح+ص\ص+ح\ص+ح+ ح+ص، وسمي هذا المقطع طويلا لأن حركته طويلة، ومغلقا لأنه مختوم بصامت (ص).
  • المقطع الطويل مزدوج الإغلاق: يتألف من صامت تتلوه حركة قصيرة متلوة بصامتين (ص+ح+ص+ص) مثل: بِنْتْ و شَعْبْ.
  • المقطع بالغ الطول مزدوج الإغلاق: يتألف من صامت تتلوه حركة طويلة متلوة بصامتين (ص+ح +ح +ص+ص) مثل: شابٌّ (ص+ ح +ح +ص+ص) .
  • تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      مقالات ذات صلة



      وضع القراءة :
      حجم الخط
      +
      16
      -
      تباعد السطور
      +
      2
      -