I. الصوتيات: مفهومها وتطورها
الصوتيات عموما أو علم الأصوات هو في الأصل علم جديد قديم: جديد لأنه واحد من فروع علم اللسانيات linguistque الذي تأسس مطلع القرن العشرين على يد اللغوي السويسري فردينان دوسوسّور ) 1857 -1913)، من خلال كتابه المشهور دروس في اللسانيات العامة حيث يقول أن "اللسانيات تدرس اللغة في ذاتها ولذاتها". وقديم لأنه واحد من العلوم التي تقوم عليها كل لغة، فاللغة أصوات تتألف منها كلمات تنتظم في جمل فتؤدي معاني شتى أو هي على حد تعبير ابن جني:"أصوات يعبّر بها كل قو م عن أغراضهم "الخصائص 1/33 "
علم الأصوات هو العلم الذي يدرس الأصوات الإنسانية من حيث طريقة نطقها، وأعضاء النطق المسؤولة عن إنتاجها، وصفاتها الصوتية حيث يوجد لكل صوت (حرف) مجموعة من الصفات تميزه عن غيره من الأصوات، فالصوت الباء مثلا هو:
II. الصوت عند الإنسان:
يحدث الصوت عند الإنسان باندفاع الهواء أو النفس من الرئتين، ثم يمر بالحنجرة التي فيها وتران صوتيان، والتقاء هذين الوترين الصوتيين يحدث اهتزازات تخرج من الفم أو الأنف، ثم تنتقل خلال الهواء الخارجي (الزفير) على شكل موجات صوتية مبتعدة عن الجسم المهتز حتى تصل إلى أذني السامع على شكل أصوات.
III. اللغة: مفهومها وتطورها
لقد نظر ابن جني إلى اللغة على أنها أصوات أو لا تحمل دلالات يقوم بها التفاهم بين البشر حين يتخاطبون، وعرف أن الأساس في الظاهرة اللغوية هو النطق، وهو أساس تقوم عليه أكثر الدراسات المعاصرة. في حين يقول ابن خلدون إن اللغة في المتعارف هي عِبارةُ المتكلم عن مقصوده، وتلك العبارة فعل اللسان فلا بد أن تصير ملكة متقررة في العضو الفاعل لها، وهو اللسان، وهو في كل أمة بحسب اصطلاحهم". إذ تعنى بالكلام المنطوق، وتدرسه من جوانب أربعة:
أولها وأهمها الجانب الصوتي، أما الكتابة فترى أنها تأتي في الدرجة الثانية، وما هي إ لا محاولة لتصوير المنطوق قد تنجح وقد تخفق.
والصوت كما قال الجاحظ في البيان والتبيين ج 1/79 هو آلة اللفظ، والجوهر الذي يقوم به التقطيع، وبه يوجد التأليف.
IV. مخارج الصوت عند الإنسان:
مخرج الحرف هوالمكان الذي يخرج منه. ومخارج الحروف توجد في أربع مناطق هي:
V. الترتيب الأبجدي والهجائي لأصوات اللغة العربية
سنحاول هنا أن نبين السر في ترتيبها على الشكل الذي جاءت عليه. فمن المعلوم قطعا أن العرب ورثوا هذه الأبجدية من إخوانهم الساميين وعلى وجه التحديد من الخط الفينيقي الذي يعود في أقوى الآراء إلى الشعب الذي وضع الأبجدية وهم الفينيقيون (الكنعانيون).
إن عدد حروف اللغة العربية هو (28) حرفا ، عدا الحرف الإضافي الهمزة ، ولها عدة ترتيبات:
أ- الترتيب الأول:
الترتيب الأبجدي وهو الأقدم من غيره وهو على الشكل الآتي: أ ب ج د ه و ز ح ط ي ك ل م ن ص ع ف ض ق ر س ت ث خ ذ ظ غ ش. وهذه الحروف عند جمعها وتحويلها لكلمات حسب ترتيبها تعطينا الكلمات الثمانية الآتية: "أبجد، هوز، حطي، كلمن، صعفض، قرست، ثخذ، ظغش.
ب- الترتيب الثاني:
وهو الترتيب الهجائي (الألف بائي) للحروف، وهو الأكثر شهرة كالآتي: أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن ه و ي. ونلاحظ أنه يجمع بين الحروف المتشابهة شكلا، ولفظا ويجعلها متتالية، وقد وضعه العالم اللغوي نصر بن عاصم الذي توفي في عام ( 89 ) ه بتكليف من الحجاج بن يوسف الثقفي.
VI. الترتيب المقترح بالكتب المدرسية
جاء هذا الترتيب نتيجة بحوث علمية قامت قام بها مهتمون بالشأن التربوي بالمغرب لتجاوز معضلة القراءة والكتابة والتأخر في تملكهما ومنها هذا البحث الذي أشرفت عليه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالمغرب، واعتمدت فيه مجموعة من المعايير نذكر منها ما يأتي:
أ- المعيا ر الصوتي:
ويتعلق الأمر بموضع مخارج الحروف / الصوامت، ذلك أنه كلما كان موضع النطق أقرب إلى الفم كان تحقيقه أسهل. مثل: الباء أسهل من العين في النطق لأن موضع نطقها أقرب إلى الفم مقارنة مع صوت العين.
ب- المعيار الحركي:
له علاقة بعدد مرات رفع اليد أثناء الرسم الكتابي، ومن خلال الدراسة تبين أنه كلما زاد عدد مرات رفع اليد أثناء رسم وكتابة الحرف كان تحقيقه خطيا أكثر صعوبة. مثال: حرف الهاء أصعب من حرف الباء لأن حركات اليد أثناء كتابته أكثر من عدد حركات كتابة الباء.
ج- المعيار البصري:
المقصود به الأشكال الأولية التي يتألف من الصامت، وهو متفرع إلى ثلاثة معايير فرعية:
انطلاقا من المعايير سالفة الذكر توصلت الدراسة إلى الترتيب الآتي مع نقل الوا و والياء إلى آخر الترتيب نظرا لطبيعتهما المترجحة بين الصوامت والمصوتات (شبه الصوامت).:
د_م_ر_ب_س_ف_ل_ص_ذ_ز_ط_ط_ض_ن_ع_ت_ظ_ح_ه_ء_ج_خ_غ_ك_ث_ق_ش_و_ي.
مرحبا بكم، انظموا إلينا وعبروا عن آرائكم