آخر موضوع

بيداغوجيا الكفايات - الجزء الثاني

ج‌. بيداغوجيا الخطإ:

    هي تصور ممنهج لعملية التعليم والتعلم، يقوم على اعتبار الخطإ استراتيجية للتعليم والتعلم؛ فهو إستراتيجية للتعليم لأن الوضعيات الديدكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي ي قطعه المتعلم(ة) لاكتساب المعرفة أو بنائها من خلال بحثه، وما يمكن أن يتخلل هذا البحث من أخطاء. وهو إستراتيجية للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وإيجابيا يترجم سعي المتعلم للوصول إلى المعرفة. ويتجلى البعد السيكولوجي لبيداغوجيا الخطإ في اعتبارها ترجمة للتمثلات التي تنظم بواسطتها الذات تجربتها في علاقة مع النمو المعرفي للمتعلم(ة).

    الخطأ الذي يتم فهمه يكون مجديا ومصدرا للارتقاء، وفهم الخطإ يعني معرفة مصدره وتحليله بما يضمن استغلاله بشكل إيجابي في تعلمات لاحقة، فهو نقطة انطلاق التعلم.

    فهو ليس شيئا مذموما، بل إيجابيا ومفيدا: إنه مرحلة أساسية من مراحل بناء المعرفة، لهذا ينبغي ألا نجعل المتعلم(ة) يشعر بأي ذنب وهو يخطئ؛ فهذا من شأنه أن يسهل ذكره لأخطائه وكشفها بدل إخفائها ولجوئه إلى الغش.

    إن الخطأ جزء من استراتيجية التعلم، وفرصة لفحص ما يقع من اختلالات على مستوى التفكير والتحكم في العمليات الذهنية، ومن ثم تقديم العلاج الناجع.

    وتتأسس هذه البيداغوجيا على ثلاثة أبعاد أساسية:

  • البعد الابستمولوجي: هو بعد يرتبط بالمعرفة في حد ذاتها؛ بحيث يمكن للمتعلمات والمتعلمين أن يعيدوا ارتكاب الأخطاء نفسها التي ارتكبتها البشرية في تاريخ تطورها العلمي.
  • البعد السيكولوجي: يتجلى في اعتبار الخطأ ترجمة للتمثلات التي راكمتها الذات (ذات المتعلم(ة)) من خلال تجاربها، وتكون ذات علاقة بالنمو المعرفي للمتعلم(ة).
  • البعد البيداغوجي: ويرتبط بالأخطاء الناجمة عن عدم ملاءمة الطرائق البيداغوجية لحاجات المتعلمات والمتعلمين. ويمكن معالجته بإتاحة الفرصة للمتعلمات والمتعلمين لاكتشاف أخطائهم ومحاولة تصحيحها بأنفسهم.
  •     تأخذ الأخطاء التي يقع فيها المتعلمون والمتعلمات أثناء سيرورة تعلمهم عدة أنواع، يعتبر استيعابها بالنسبة للمدرس(ة) ذا أهمية قصوى في تغيير رؤيته للخطإ ولطريقة التعامل معه، خصوصا في الإعداد للأنشطة الداعمة. ومن بين هذه الأنواع:

    أ. الأخطاء المرتبطة بالمتعلم(ة):

        وهي نوعان:

  • الأخطاء المنتظمة: (Erreurs systématiques)
  •     تكون من النوع نفسه أو من أنواع مختلفة، وتتخذ صفة التكرار، وتؤشر على صعوبة في التعلم مرتبطة غالبا بوجود عوائق، أو بعدم امتلاك قدرات وكفايات معينة. وهذا النوع هو الذي يجب أن نركز عليه في مرحلة الدعم.

  • الأخطاء العشوائي: (Erreurs aléatoires)
  •     تكون غير منتظمة ترتكب غالبا بسبب سهو أو عدم انتباه أو عدم تذكر.

    ب‌. الأخطاء المرتبطة بجماعة القسم:

        وهي نوعان:

  • الخطأ المنعزل: (Erreur isolée)
  •     هو الخطأ الذي يرتكب بشكل انفرادي، أي أن المتعلمات والمتعلمين، بعد خضوعهم لسلسلة من التعلمات الموحدة والتقويم التكويني، يتبين أن كل واحد منهم يعاني من صعوبات خاصة، لا يشترك فيها مع باقي أفراد المجموعة. وهذا النوع من الأخطاء يخضع للدعم الفردي في إطار البيداغوجيا الفارقية.

    الخطأ المعبر أو الدال: (Erreur significative)

        هذا النوع يمس فئة كبيرة من المتعلمين والمتعلمات أو جميعهم، ويحيل على عملية التعليم مباشرة ويؤشر إلى خلل فيها، ويتطلب إعادة النظر في الإجراءات التعليمية المتبعة.

    الأخطاء المرتبطة بالمهمة: (Erreur rapportée à la tâche)

        ترتكب هذه الأخطاء في الغالب بسبب سوء فهم ما هو مطلوب إنجازه، وهذا يحيل أيضا إلى إعادة النظر في الأسلوب المتبع في التدريس.

    ت‌. بيداغوجيا اللعب:

        اللعب نشاط يمارسه الطفل دون ضغوط من البيئة أو الوسط؛ يقوم به بمحض حريته وإرادته وبمتعة. ويرتبط عامة بثقافة الطفل (الوسط) وبالخيال والرموز واللغة والبيئة؛ ولذلك يكتسي أهمية بالغة في بناء شخصية الطفل، لأنه يستحضر قوانين وقواعد الحياة العامة.

        وأما اللعب البيداغوجي، الذي يهمنا هنا، فإنه يستهدف التعلم بواسطة اللعب؛ فهو ليس غاية في ذاته يلتجئ إليه المدرس لاقتصاد المجهود فقط، بل هو سيناريو بيداغوجي مبني على بحث ودراسة وتحليل للعملية التعليمية التعلمية.

        يستهدف :

  • تنمية قيم أو مهارات أو ذكاءات، إلى غير ذلك من المكونات العقلية والوجدانية.
  • تنمية التنافس الإيجابي والقبول باحترام القواعد والقوانين.
  • تنمية شخصية متسامحة مع الذات والغير.
  • تنمية مهارات نفسحركية.
  • تنمية مهارات مرتبطة بالملاحظة.
  • تنمية مهارات مرتبطة بالذكاء بكل أنواعه.
  • أنواع اللعب البيداغوجي.

        تتفق كثير من نظريات التعلم على أن اللعب دافع للاكتساب والتعلم وإشباع الحاجات. وبالنظر لأهميته في التعلم نجد أنواعا كثيرة من اللعب البيداغوجي يمكن أن تفيد المدرسة الابتدائية، غير أنه لا بد من استحضار بعض التوجيهات التربوية العامة من قبيل ما يلي:

  • تحديد الهدف من اللعبة مع مراعاة المتعة والإثارة والتشويق.
  • عرض قوانين اللعبة أو تقديم تعليمات دقيقة للمتعلم(ة): الوضوح.
  • استحضار خصائص المراحل النمائية أثناء التحضير للعبة بيداغوجية.
  • استحضار تنوع وتعدد حوامل اللعبة البيداغوجية وإمكانية تكييفها مع الهدف من اللعبة والوسط المدرسي.
  • استحضار تنوع الوحدات الدراسية في المدرسة، بحيث أن اللعبة البيداغوجية الوحيدة لا يمكنها أن تتعمم على جميع الوحدات؛ لذلك فإن المدرس(ة) مدعو للبحث والدراسة والإبداع في هذا الجانب.
  • استحضار محيط المدرسة لتحضير درس قائم على اللعب البيداغوجي من طرف المدرس(ة) حتى يحصل المعنى والتكيف.
  • تنويع أمكنة التعلم بواسطة اللعب...
  •     وهناك أنواع كثيرة من اللعب البيداغوجي نذكر من بينها:

        لعب الأدوار، اللعب التعبيري، اللعب الفني والرياضي، اللعب الإدراكي/الذهني، اللعب الحسحركي، اللعب الإبداعي...__

    6. الأهداف التدريسية:

    الأهداف التربوية/المرامي والغايات:

         ومصادر اشتقاقها هي:

  • فلسفة وتاريخ وثقافة المجتمع.
  • النظام السياسي، والاجتماعي، والديني، والاقتصادي.
  • طموحات المجتمع وتحدياته.
  • طبيعة المعرفة والتطورات التكنولوجية.
  •     ومن هذه الأهداف:

  • خلق المواطن الصالح
  • مساعدة الفرد على النمو المتكامل
  • إعداد الفرد القادر على العطاء والإنتاج
  • إعداد الفرد القادر على التكيف مع الظروف المختلفة.
  • 7. الأهداف التعليمية:

        وتشتق من الخطوط العريضة للمنهاج، يمكن تصنيفها كالتالي:

  • أهداف مادة دراسية لمرحلة زمنية معينة
  • أهداف سنوية لمادة دراسية معينة
  • أهداف فصلية لمادة دراسية معينة
  • أهداف وحدة دراسية معينة.
  • 8. الأهداف السلوكية:

         وتسمى الأهداف الخاصة أو التدريسية أو نواتج التعلم، ومصادرها بالنسبة للمعلم:

  • الأهداف التعليمية للمادة أو الوحدة الدراسية
  • دليل العلم للمادة الدراسية
  • محتوى الدرس
  • - مبادئ عامة في صياغة الأهداف السلوكية:

  • أن تركز الأهداف على النواتج التعليمية الهامة والابتعاد عن النواتج الهامشية.
  • تنويع الأهداف بحيث تغطي جميع المستويات العقلية، كالمعرفة والفهم والتطبيق، والتحليل والتركيب والتقويم.
  • أن تراعي حاجات الطلبة وخصائصهم النمائية، بحيث تتناسب مع المستوى العقلي للطلاب وتلبي حاجاتهم.
  • أن تكون واضحة الصياغة ومحددة مع الابتعاد عن الألفاظ والتعابير الغامضة.
  • أن تصاغ بدلالة سلوك المتعلم وليس المعلم.
  • أن يتجنب استخدام الأفعال الغامضة التي يصعب قياسها مثل: يدرك، يستنير، يصبح قادرا، يفهم، يعرف ...
  • يجب ألا يشتمل الهدف على أكثر من ناتج تعليمي واحد.
  • أن يكون الهدف واقعيا يمكن تحليله من خلال الموقف أو النشاط التعليمي.
  • - مجالات الأهداف:

  •  النتاج المعرفي: حصيلة الخبرات والمعلومات المعرفية التي يكتسبها المتعلم بعد المرور بالموقف التعلمي التعليمي.
  • - مستوياته: معرفة + فهم + تطبيق + تحليل+ تركيب + تقويم.
  •  النتاج الوجداني: تنمية المشاعر والقيم والميول والاتجاهات لدى المتعلم، أو حصيلة الخبرات الانفعالية والاجتماعية
  • مستوياته: مستوى الاستقبال + مستوى الاستجابة + مستوى التقييم + مستوى التنظيم + مستوى التميز أو الوسم بالقيمة.
  •  النتاج الحركي: المهرات والقدرات الحركية التي يطورها الفرد بعد المرور بالخبرات التعليمية التعلمية.
  • - مستوياته: الأدراك + التهيؤ + الاستجابة الموجهة وهي تقليد السلوك الحركي تحت إشراف الآخرين + الآلية أو التعويد وهي قدرة المتعلم على القيام بالسلوكات الحركية غير المعقدة بطريقة آلية نتيجة لكثرة الممارسة أو التعود + الاستجابة الظاهرة المعقدة = قدرة المتعلم على إنجاز المهارات الحركية المعقدة التي تحتاج دقة وضبطا وتحكما + التكيف وهو قدرة المتعلم على القيام بالسلوك الحركي بأكثر من طريقة تبعا لطبيعة المواقف المختلفة + الأصالة وهي قدرة المتعلم على تطوير سلوكات ومهارات حركية جديدة.
  • - فوائد الأهداف:

         تجعل عملية التدريس منظمة وهادفة بالنسبة لكل من:

    الأستاذ:

  • - تساعده في تنفيذ عملية التدريس والانتقال من فكرة إلى أخرى.
  • - تساعده في اختيار طرائق وأساليب التدريس المناسبة.
  • - تساعده في اختيار طرائق وأساليب التدريس المناسبة.
  • المتعلم:

  • - تساعد المتعلم على معرفة المطلوب منه تعلمه وتحديد أدواره.
  • - تساعده على استرجاع التعلم السابق ذي العلاقة والاستفادة منه في التعلم الجديد
  • - توجه أنشطته الدراسية وتساعده على استحضار الاستراتيجيات العقلية اللازمة والمناسبة للتعلم الجديد.
  • - تقدم للمتعلم تغذية راجعة حول تعلمه.
  • - تثير دافعية المتعلم نحو التعلم.
  •     تساهم في تطوير وتعديل المناهج: (يشتمل المنهاج على: الأهداف + المحتوى + الطريقة + التقييم) ولما كانت الأهداف غاية، فإنها تسهم في توفير المعلومات المناسبة للقائمين على تخطيط وتنفيذ الناهج ، وبالتالي إعادة النظر فيها .

    - الانتقادات الموجهة للأهداف السلوكية:

  • الأهداف السلوكية تحد من حرية الطالب وتقتل العمل الإبداعي لديه.
  • قد يركز المعلم على النواتج الهامشية ويهمل الرئيسية منها.
  • تحد من حرية المعلم وتلزمه بالتركيز على نواتج معينة واتباع أساليب وأنشطة معينة.
  • قد تصرف انتباه المتعلم إلى جوانب معينة من المحتوى الدراسي، ويهمل جوانب أخرى.
  • نظرا لطبيعة الزخم المعرفي ومحدودية الزمن المخصص للدرس، فإنه يصعب أحيانا وضع عدد كبير من الأهداف في المستويات المختلفة للأهداف العقلية.
  •  صعوبة صياغة أهداف سلوكية في بعض المجالات الدراسية المختلفة.
  • المراجع
  • الدليل البيداغوجي
  • سعيد عطاط:ملخص علوم التربية
  • تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      مقالات ذات صلة



      وضع القراءة :
      حجم الخط
      +
      16
      -
      تباعد السطور
      +
      2
      -