آخر موضوع

لماذا منهجية عمل المؤرخ؟

    يهدف الدرس إلى تعريف المتعلم بمنهجية عمل المؤرخ بشكل مبسط ما ذلك الاكتساب ي المنهج التاريخي في تحليل الظواهر.

الإشكالية

    كل موضوع تاريخي هو في الحقيقة تحليل لإشكالية يصوغها المؤرخ. وبها تبدأ خطوات النهج التاريخي الذي يتدرج فيه المؤرخ، بعد الإشكالية، من تعريف الأحداث، إلى التفسير، ثم التركيب، طبعا استنادا إلى الوثائق؛ إذ أن المؤرخ يبني السرد التاريخي على وثائق يحللها ويمارس عليها عملية النقد.

    لدراسة واقعة تاريخية لا بد من تمهيد إشكالي بسيط، يؤطر بسياق معرفي، وينتهي بأسئلة ستتمحور عليها دراسة الطاهرة وهو ما يوازي الطرح الإشكالي عند المؤرخ. يتم دراسة الوقائع التاريخية كالتالي:

تعريف الوقائع:

    يمكن تلخيصها في أن بناء سرد تاريخي يستلزم الإجابة عن أسئلة: ماذا؟ مَنْ؟ أين؟ وهو ما يعني أن المعرفة التاريخية تتضمن أبعادا ومفاهيم مهيكلة هي الزمان(متى؟)، والمكان(أين؟)، والمجتمع(من؟ ماذا؟).

تفسير الوقائع:

    يمكن تلخيصها في الجواب عن سؤال لماذا؟ ويتطلب وتفسير الوقائع عمليات مثل استخراج العوامل، وانتقائها، وتصنيفها، وترتيبها حسب درجة أهميتها، ثم ربط العلاقات بين الوقائع والعوامل المفسرة. ويعتبر التفسير خطوة منهجية مهمة في التاريخ، لأنه يخرج في المؤرخ من رتابة السرد، ويدخله في خانة المعرفة الموضوعية التي تتغيى التحليل والتأويل.

التركيب:

    يمكن تلخيصه في تجميع ما تم التوصل إليه في حصيلة هي التي تشكل السرد التاريخي لوقائع واحداث تاريخية بشكل مركز ومنسجم، مستحضرا التعريف والتفسير في خيط ناظم. وخلال عملية التركيب هذه يمكن اعتماد عدة طرق منها: الخلاصة السردية، أو جداول وأحيانا مخططات شمسية وغيرها....

    ويستند عمل المؤرخ كله على وثائق وشهادات؛ التي تنقسم بدورها بشكل مبسط إلى وثائق مكتوبة، وهي التي تكون على شكل نصوص تاريخية، وشهادات شفهية تكون لأشخاص عايشوا الحدث أو سمع عنه أو كانوا قريبين من ملابسات الأحداث، ثم آثار مادية ويتم التعرف عليها إما بشكل مباشر عن طريق الزيارات الميدانية للمعالم، أو بشكل غير مباشر من خلال الصور.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    مقالات ذات صلة



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -