آخر موضوع

مميزات وطني المؤهلات الطبيعية : السهول والأحواض المائية

    تتميز البيئة الطبيعية المغربية بتنوع وتباين مكوناتها وخصائصها الجيولوجية، والتضاريسية، والمناخية، والبيوجغرافية، والهيدرولوجية.

    ويمنح هذا التنوع والتباين للبلاد تنوعا وغنى في المؤهلات والإمكانات والموارد الطبيعية والتي يمكن استثمارها في تنمية البلاد. فما المقصود بالمؤهلات الطبيعية؟ وفيما تتجلى هذه الموارد على مستوى السهول والأحواض المائية ؟

تعريف الموارد الطبيعية:

    المؤهلات، أو الموارد الطبيعية في أبسط التعاريف هي عبارة عن الثروات والمواد التي يحتضنها كوكب الأرض بشكل طبيعي، ويمكن للإنسان أن يستثمرها ويستفيد منها في أنشطته لتلبية حاجاته الغذائية والاقتصادية والاجتماعية. ومن أمثلتها الثروات المعدنية والطاقية، والموارد المائية، والثروات النباتية والحيوانية، والتربة، والتضاريس، والثروات السمكية والبحرية...

أصناف الموارد الطبيعية بالمغرب:

    بحكم التنوع والتباين الذي يميز البيئة الطبيعية بالمغرب، فإنه يزخر بمؤهلات وموارد طبيعية جد متنوعة، ويمكن إجمالها في ما يلي: 

أ – الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمغرب على الصعيد العالمي. وهذا ما يراهن على استثماره كمحرك لتنمية البلاد، من خلال مشروع الربط القاري بين المغرب وشبه الجزيرة الإيبيرية، وإنشاء موانئ كبرى، كميناء طنجة المتوسط، ومشروع الميناء المتوسطي الثاني بالناظور.

 ب – توفر المغرب على واجهتين بحريتين طويلتين ( 3452 كلم) وغنيتين بالثروات السمكية والبحرية، إذ يعتبر الساحل الأطلنتي المغربي من ضمن المناطق الغنية بالأسماك على الصعيد العالمي. كما تعتبر هاتان الواجهتان البحريتان مصدرا للمياه غير التقليدية (تحلية مياه البحر(.

 ج – تضاريس متنوعة: كالجبال، والهضاب، والسهول، والحمادات، والعروق، والرقوق، بالإضافة إلى التضاريس البحرية... وهذا التنوع التضاريسي يوفر للبلاد إمكانات مهمة في مجال الفلاحة، والسياحة، والموارد المائية، والغطاء النباتي، والوحيش... 

د – مناخ متنوع الخصائص: متوسطي في الشمال، وصحراوي في الجنوب، وكذا مناخ بحري على السواحل، وجبلي فوق جبال الريف والأطلس، ثم مناخ قاري في الشرق والجنوب الشرقي. ورغم المخاطر التي ترتبط به أحيانا (الفيضانات، الجفاف، موجات الحر أو الشرقي، والبَرَد...)، فالمناخ يساهم في تنوع الموارد الطبيعية (نباتات، موارد مائية، تساقطات...) وتنوع الأنشطة الفلاحية. ويوفر أيضا إمكانات كبيرة في مجال الطاقات المتجددة وخاصة الريحية والشمسية. 

ه - غطاء نباتي متنوع: يغطي حوالي % 12 من مساحة البلاد، وينقسم إلى أربعة أنواع وهي الغابات، والأحراش، والسهوب، والنباتات الصحراوية. وتعتبر الغابات التي تغطي مساحة 8% من مساحة البلاد من أبرز أنواع هذا الغطاء النباتي. وتتشكل الغابة المغربية من أشجار البلوط الأخضر الفليني والأرز والعرعار و الصنوبر الحلبي.... و يعتبر الغطاء النباتي المتنوع موردا طبيعيا للخشب ولبعض المنتوجات كالأركان والبلوط. كما يوفر مراع للماشية، وهو أيضا مصدر للنباتات الطبية و العطرية. 

و – الموارد المائية: يتوفر المجال المغربي على ثلاثة مصادر للمياه: المياه السطحية: على شكل شبكة من الأنهار والبحيرات التي تنبع من جبال الريف والأطلس. وللاستفادة منها قام المغرب بإنشاء عدد كبير من السدود. ثم المياه الباطنية المكونة من فرشات مائية قريبة من السطح، أو عميقة، ومن فرشات جيولوجية موروثة عن الزمن الرابع. ثم المياه غير التقليدية كالمياه البحرية التي بدأ المغرب في استغلالها فعليا بإقامة محطات للتحلية قصد توفير مياه للشرب وللاستعمال المنزلي وللسقي.

 ز – الثروة المعدنية: بفعل تكوينه الجيولوجي المتنوع، يتوفر المغرب على أنواع من المعادن، كالنحاس، والرصاص، والزنك... ويشكل الفوسفاط أهم ثروة وطنية على الإطلاق، إذ يتوفر المغرب على % 71 من المدخرات العالمية، كما يعد ثالث منتج عالمي للفوسفاط. وتشكل هذه الثروة المعدنية قاعدة أساسية للتنمية الصناعية بالبلاد.

 ح – مصادر الطاقات المتجددة: رغم افتقاره لمصادر التقليدية (النفط، والغاز الطبيعي)، فإن المغرب يتوفر بفعل خصائصه المناخية، على إمكانات هائلة في مجال الطاقات المتجددة خاصة الريحية والشمسية. وهذا ما يراهن عليه حاليا المغرب من خلال إنشاء مركبات لإنتاج للطاقة الشمسية والريحية بالإضافة إلى الطاقة الكهرومائية المنتجة في السدود.

السهول المغربية ودورها التنموي

    تعد السهول من أبرز أنواع المؤهلات الطبيعية التي يتميز بها المغرب والأكثر استغلالا في النشاط الزراعي. وتصنف السهول المغربية إلى أربعة أصناف كبرى ذات مؤهلات فلاحية مختلفة:

 أ – السهول الأطلنتية الساحلية: مثل اللوكوس، والغرب، والشاوية، ودكالة، وعبدة، ثم سوس-ماسة. وهي سهول ذات تربات خصبة وجيدة، وتستفيد من وفرة المياه، لذلك تنت ر بها زراعات متنوعة.

 ب – السهول الأطلنتية الداخلية: تتمثل في سايس، وتادلة، والحوز. رغم بعدها عن المحيط، فهي تتوفر على تربات جيدة، وتستفيد من مياه السدود المقامة بعض الأنهار كسبو وأم الربيع وتانسيفت...__ 

ج– سهول المغرب الشرقي: تشمل الأراضي المنبسطة في حوض ملوية، مثل سهلي كرسيف وتريفة. ورغم جفاف مناخها، إلا أنها تتوفر على تربات جيدة عموما، ك ا تستفيد من مياه الفرشات الباطنية ومن مياه السدود المقامة على واد ملوية (محمد الخامس + مشرع حمادي(.

 د – السهول الصحراوية: يتوفر الجنوب المغربي على مجموعة من السهول والمنخفضات الكبرى، مثل تافيلالت، ودرعة والسهل الساحلي بالصحراء المغربية. إلا أن سيادة المناخ الصحراوي، وانتشار تربات فقيرة جعلت استغلالها فلاحيا محدود جدا. ويقتصر ذلك على الواحات المنتشرة بأحواض كير، وزيز، وغريس، ودرعة. وتسود بهذه الواحات الزراعات المعاشية، مثل الحبوب والفصة النخيل والزيتون. ونظرا لما تزخر به السهول المغربية من مؤهلات طبيعية ملائمة، فقد جعلت منها الدولة منذ منتصف الستينيات أقطابا للتنمية الفلاحية، إذ أنشأت بها عدة مكاتب جهوية للاستثمار الفلاحي: اللوكوس، الغرب، دكالة، تادلة، الحوز، سوس-ماسة، تافيلالت، ورزازات. 

    وتلعب السهول دورا رياديا في التنمية الفلاحية والاقتصادية بالمغرب، فهي توفر للبلاد منتوجات زراعية متنوعة، كالزراعات الصناعية (الشمندر، وقصب السكر والحبوب الزيتية)، بالإضافة إلى الحوامض والزيتون والخضر والبواكر المعدة للتصدر، وبعض أنواع الفواكه...

تحميل الدرس- نسخة الاستاذ pdf

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    مقالات ذات صلة



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -