يتوفر المغرب على واجهتين بحريتين طويلتين تتضمنان ثروات سمكية وبحرية هائلة. كما أن هاتين الواجهتين البحريتين تتوفران على عدد مهم من الموانئ يتجاوز عددها 40 ميناء. وتقوم شبكة الموانئ المغربية بالإضافة للثروة السمكية بدور كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، كما أن تقوم بتنشيط كثير من القطاعات الاقتصادية.
I. توزيع أنواع الموانئ بالمغرب :
يتوفر المغرب على واجهين بحريتين: واجهة متوسطية وواجهة أطلنتية. ونتيجة لذلك تزخر السواحل الوطنية بثروات بحرية وسمكية هائلة جدا بحيث يعتبر المغرب من ضمن أغنى المناطق العالمية بالثروة السمكية. فقد تم إحصاء ما يناهز 7820 صنف من الحيوانات البحرية التي تعيش في المياه البحرية الوطنية. هناك عامل آخر يوفر هذا الغنى يتمثل في وجود تيار بحري بارد هو تيار الخالدات الذي يمر بمحاذاة السواحل المغربية بفعل هبوب الرياح التجارية.
إن توفر سوحل البلاد على ثروة سمكية، دفع المغرب إلى إنشاء عدة موانئ للقيام بالمبادلات التجارية مع الخارج ومن أجل استغلال الثروات السمكية التي تنعم بها شواطئه. ويبلغ عددها حاليا 40 ميناء تتوزع جغرافيا على 17 ميناء في الساحل المتوسطي، و 23 ميناء على الساحل الأطلنتي.33 ميناء منها تسيرها الوكالة الوطنية للموانئ (ANP). بالإضافة إلى المكتب الوطني للصيد البحري والوكالة الخاصة بميناء طنجة المتوسطي. أما البقية (6 موانئ) فتسيرها وكالات خاصة بموانئ الترفيه.
ومن حيث أنشطتها، تتوزع الموانئ المغربية على ثلاثة أصناف: أولا - موانئ التجارة ونقل المسافرين: يبلغ عددها 13 ميناء لها أنشطة متعدد ومفتوحة على التجارة الدولية وتبلغ نسبتها % 32.5. ثانيا - موانئ الصيد البحري، يبلغ عددها 21 ميناء، أي بنسبة % 52.5ثالثا - موانئ الترفيه والرياضات البحرية: يبلغ عددها 6 موانئ، أي بنسبة % 15. هذه الشبكة من الموانئ وخصوصا التجارية تلعب دورا كبيرا في تنشيط الاقتصاد الوطني، فحجم الرواج التجاري بها بلغ سنة 2018 حوالي 85.3 مليون طن.
II. موانئ الصيد البحري بالمغرب وتوزيعها الجغرافي :
يتوفر المغرب على عدد مهم من موانئ الصيد البحري، لكنها متباينة من حيث إنتاج الصيد البحري، ومن حيث التوزيع الجغرافي. ويمكن التمييز بين أربعة أنواع حسب تصنيف المكتب الوطني للصيد البحري:
موانئ المنطقة المتوسطية؛ تحتوي 17 ميناء للصيد البحري منها 5 موانئ كبرى هي: الناظور، والحسيمة، ورأس كبدانة والجبهة والمضيق.
موانئ المنطقة الاطلنتية الشمالية: تحتوي على 15 ميناء للصيد البحري، منها 8 موانئ أساسية: طنجة، والعرائش، المهدية، المحمدية، الدار البيضاء، الجديدة،الجرف الأصفر ثم آسفي.
موانئ المنطقة الأطلسية الوسطى: تضم 14 ميناء للصيد، أربعة منها فقط هي التي تعتبر أساسية وهي: الصويرة، أكادير، سيدي افني، طانطان. أما البقية فيضل نشاطها ضعيفا ومحليا. موانئ المنطقة الاطلنتية الجنوبية: تحتوي على 16 ميناء للصيد ، منها 6 موانئ كبرى تساهم بنصيب كبير في الصيد البحري الوطني وهي: طرفاية، العيون، بوجدور، الداخلة، لاساردا، ثم لابويردا.
يبقى إذن نشاط الصيد البحري بالمغرب مركزا في 21 ميناء كبير ومتوسط. لكن هذه الموانئ نفسها تتفاوت من حيث إنتاجها من اصيد البحري. وعموما يلاحظ أن موانئ المنطقة الأطلنتية الجنوبية، وبالأخص موانئ الداخلة، بوجدور العيون وطانطان، هي التي تحقق أكبر إنتاج للصيد البحري بالمغرب، ويضاف إليها ميناء أكادير في المنطقة الأطلنتية الوسطى. أما الموانئ الأخرى فيظل إنتاجها متوسطا أو ضعيفا. يفسر هذا التوزيع المتفاوت لإنتاج الصيد البحري حسب الموانئ بعاملين: عامل طبيعي يكمن في وفرة وغنى سواحل المنطقة الأطلنتية الجنوبية بالثروة السمكية نتيجة وجود تيار بحري بارد (تيار الخالدات). وعامل بشري تنظيمي يتجلى في إنشاء البنيات التحتية والتجهيزات الضرورية، من موانئ كبرى وسفن الصيد في أعالي البحار لاستغلال هذه الثروة السمكية.
III. أصناف الصيد البحري وتركيبة أسطوله بالمغرب
أصناف الصيد البحري بالمغرب :
فينتظم قطاع الصيد البحري بالمغرب في ثلاثة أصناف كبرى هي: الصيد التقليدي، والصيد الساحلي، ثم الصيد في أعالي البحار. ويبقى الصنف الأول هو الصنف المهيمن ، ويعتمد بالأساس على قوارب تقليدية صغيرة بلغ عددها سنة 2018 حوالي 17272 قارب، وتمثل بذلك 85.2% من أسطول الصيد البحري بالمغرب. يليها من حيث الأهمية الصيد الساحلي الذي يعتمد على بواخر مجهزة، بلغ عددها سنة (2018) حوالي 2536 باخرة، أي بنسبة 12.5% من أسطول الصيد البحري أما سفن الصيد في أعالي البحار فلم يتجاوز عددها سنة 2018 حوالي 457 سفينة أي بنسبة 2.3% من أسطول الصيد البحري.
ومن حيث توزيع إنتاج الصيد البحري حسب الصنف، يظل كل من الصيدين التقليدي والساحلي هما المهيمنين، فقد بلغ إنتاجهما سنة 2018 حوالي 1.4 مليون طن، أي نسبة 72.1%. فيما لم يتعد إنتاج الصيد في أعالي البحار حوالي 0.57 مليون طن، أي بنسبة 27.9% .
أنواع المنتجات الصيد البحري بالمغرب
فالسمك السطحي :او ما يسمى ايضا بالسمك الأزرق؛ وتتكون من السردين، والماكرو (كابيلا) والاسقمري(الشرن) والانشوفة(الشطون.... الخ. هذه الاصناف هي الاكثر اصطياد بالمغرب. فقد شكلت حوالي 84 % من كميات الاسماك المصطادة بالمغرب ما بين 2018 و 2017.
السمك الأبيض: ويسمى ايضا بالسمك القاعي، لكونه يعيش في قاع البحر مثل سمك موسى(الصول)، ومرجان(البواجو)، والتونة ...الخ .يأتي هذا الصنف في المرتبة الثانية بنسبة 7% من الكميات المصطادة مابين 2018 و2013.
الرخويات او راسيات الارجل: وهي أسماك أو أحياء بحرية لافقارية، لها اجسام طرية، مثل الاخطبوط والكلامار... ويأتي هذا النوع في الرتبة الثانية بنسبة 6% من حجم المنتجات البحرية ما بين 2018-2013.
القشريات: أو فواكه البحر وهي من الاحياء اللافقارية، غير المتوفرة على تركيب خارجي صلب يحميها، مثل السلطعون والروبيان والقواقع. وتمثل واحد في المئة من كميه الصيد البحري الوطني خلا الفترة 2018-2013.
أنواع أخرى: وهي كثيره جدا، ولكن انتاجها ضئيل،ولا تمثل سوى اثنان في المئة من كمية الصيد البحري.
عموما إن إنتاج الصيد البحري بالمغرب جد متنوع، ويمثل موردا طبيعيا أساسيا يساهم في تنشيط الاقتصاد الوطني. كما أنه يمثل موردا غذائيا لكثير من سكان المغرب. هذا بالإضافة إلى أنه يساهم في توفير فرص الشغل لسكان المناطق الساحلية.
مرحبا بكم، انظموا إلينا وعبروا عن آرائكم